وقت القرارات السريعة
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 20 فبراير 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
•• الوطن دائما والآن خصوصا قبل الفريق. والوطن يعانى سوء الإدارة وسوء الأمن وسوء الاقتصاد.. وواحدة من الثلاثة تكفى لصناعة أحوال سيئة.. وفى بعض الأحيان أشعر أننا نقرأ قصة قصيرة فى مجلة ميكى من تلك القصص التى تثير الخيال والابتسامة والدهشة. وكنت مندهشا حين تساءل الدكتور خالد علم الدين مستشار الرئيس لشئون البيئة فى نهاية حوار مع الدكتور ياسر على (على الهاتف) فى برنامج مصر الجديدة. (جديدة جدا وفعلا)، تساءل مستشار الرئيس فى آخر الحوار: يعنى أنا تمت إقالتى أم لا ؟ فالواقع أن المتحدث الرسمى للرئاسة ظل يردد أنه لم يصدر عن الرئاسة أى بيانات أو اتهامات، وأنه شخصيا، دكتور ياسر على لم يصدر بيانا منطوقا أو مكتوبا، وأنه لايملك حق الحديث فى موضوع الإقالة وأن هناك بيانا سوف يصدر قريبا به كل التفاصيل.
•• كان ذلك فى نهاية يوم حافل شهد مؤتمرا صحفيا لحزب النور، تخلله حديث عن اعتذار الرئاسة، ثم نفى هذا الاعتذار. وشعور خانق بالألم أصاب مستشار الرئيس فهربت من عينيه دمعتان. خنقتا الكثير من الدمع فى عيون المشاهدين.. ولا يريد الجميع أن يفهموا أن من حق المصريين الآن أن يعلموا بالحقيقة. عشنا طوال عمرنا ونحن محرومون منها وهى كأنها محرمة علينا.. نريد أن نعرف ما جرى بالضبط.. هذا حق، هل تدركون جميعا معنى الحق؟
•• أما سوء الأمن فهو كارثة إنسانية. إن حياة إنسان واحد تساوى الكثير، وتستوجب أن تستنفر من أجلها الدولة.. هل يعقل هذا التثاؤب إزاء حوادث الخطف والتثبيت والسرقة، والقتل والتهديد بالسلاح وفى نهر الطريق وفى عز النهار وفى أى شارع وميدان.. هل يعقل هذا التثاؤب الشامل إزاء فقدان الشعور بالأمان؟
الحكومة أحالت إلى مجلس الشورى مشروع قانون بشأن حوادث الخطف والعنف والاغتصاب والقتل. وعقوبة الإعدام ضمن الجزاءات. إلا أننا نريد عقوبة الإعدام لمن يعترض سيارة ويقتل صاحبها أو أحد ركابها. وأن تجرى المحاكمة على وجه السرعة، وأن تعلن الأحكام إعلاميا، وأن يتبنى الإعلام كله حملة إعادة الأمن إلى البلد، وأن يوافق المجتمع على تسليح أفراد الشرطة جميعهم، فى مواجهة المجرمين، حتى تتوقف تلك الموجة الدخيلة والغريبة على مصر. وهذا إذا كنتم تريدون حقا علاجا لتلك الظاهرة التى أصابت كل بيت مصرى بالخوف والقلق. لا تتثاءبوا. هذا ليس وقت التفكير البطىء، والقرار البطىء، ورد الفعل البطىء. والعقل البطىء.
••••
•• خارج الإطار: النخبة التى ظلت لعامين تحدث نفسها، وتجادل نفسها، وتناقش نفسها، وتتباهى بظهورها على شاشات الفضائيات.. هذه النخبة توشك أن تمسك بعصى وتلهب ظهورها تكفيرا عن ذنوبها.. «روحوا ربنا يسامحكم على مافعلتموه»؟!