ديميكلس.. غرام من طرف واحد
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 20 فبراير 2014 - 5:10 ص
بتوقيت القاهرة
•• من سوء حظ مانشستر سيتى أن المنافسات القارية والمواجهات التى وقعت بين ميسى وبين الإسبانى ديميكلس قلب الدفاع كانت دائما مثل علاقة غرام من طرف واحد. لقد ظل فريق بيللجرينى صامدا فى بداية المباراة حتى استيقظ أسد برشلونة ليونيل ميسى ومر بجوار ديميكلس أو منه، وحصل على ضربة جزاء.. وهناك شكوك بأن الفاول كان خارج المنطقة وليس داخلها. إلا أنه بعد ضربة الجزاء انكشف كل شىء. فكيف لفريق يصارع على جبهة البطولة فى البريميير ليج ويمتلك قلب دفاع ضعيف مثل ديميكيليس؟
•• لم يكن مانشستر سيتى صيدا سهلا. فقد صمد أمام استحواذ برشلونة.. صمد أمام الاستحواذ بالتمرير فهذا ما بقى فى برشلونة، بينما فقد الفريق الكتالونى عبقرية الضغط المستمر. هذا منح رجال بيللجرينى الفرصة للصمود. وفيما بعد هاجم وضغط مانشستر سيتى عقب إحراز ميسى الهدف الأول. لكن فى المجمل لم ينجح تكتيك بيللجرينى فى حشد قواته أمام صندوقه كأنهم جنود يحمون قلعة مانشستر.. وذلك على الرغم مما يبدو من حكمة فى هذا الحشد. فهو فى النهاية كان بمثابة دعوة للفريق الكتالونى لمزيد من الاستحواذ، ولمزيد من التفكير ولمزيد من الانتظار للفرصة القاتلة التى يمكن أن تقلب موازين المباراة. وكانت المكافأة فى ضربة الجزاء وفى طرد ديميكلس.. وهذا كان مفتاح فوز برشلونة وكلمة السر فى المباراة.
•• فاز برشلونة بهدفين مقابل لا شىء، واصبحت مهمة مانشستر سيتى صعبة فى لقاء العودة يوم 12 مارس بكامب نو. وربما تعزز قوة هجوم سيتى بعودة سيرجيو أجويرو. وربما أيضا ينجح بيللجرينى فى تطبيق نفس التكتيك الذى لعب به أمام تشيلسى قبل أيام وانتهى بفوز وأداء جيد لمانشستر سيتى. حتى أن مورينيو عبر عن إعجابه بتكتيك سيتى بقوله: «هذا فريق لم يلعب كما لعب أمامنا وستهام بطريقة القرن التاسع عشر. لم يركن الاتوبيس فى الخلف كما فعل وستهام. ولكنه هاجم وضغط واقترب من مرمانا كثيرا ونحن لم نقترب»..
•• بعد مباراة برشلونة ومانشستر سيتى عاد مورينيو وعلق قائلا: «هذا أسوأ فريق لبرشلونة فى السنوات الثلاث الأخيرة».
•• ما هو الفارق بين موقع سى إن إن الإنجليزى وبين موقع سى إن إن العربى؟!
•• فى الموقع الإنجليزى تجد احتفالا أمريكيا ببطلة روسية فى دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى سوتشى. إنها جوليا ليبنيتسكايا (15 عاما).. وهو احتفاء بالإبداع والبراعة والبهجة. فالبطلة قالت عنها صحف بلادها إنها «مستقبل التزلج على الجليد». وهى «العبقرية الصغيرة».. وهى «أميرة الرقص على الجليد».. كما اشارت المحطة الأمريكية إلى احتفاء الرئيس بوتين باللاعبة الصغيرة.. وكان التقرير كله تعبيرا عن تقدير المواهب..
•• فى الموقع العربى لنفس المحطة جاء تقرير يقول: «فى سوتشى دارت معارك دامية انتصرت فيها روسيا قبل 150 عاما على الشركس واعتبرت المحطة فى تقريرها أن الروس يحتلفون بأوليمبياد سوتشى فوق عظام الشركس».
•• بالطبع ليست تلك سياسة سى إن إن. لكنه فارق بين شخصيات ربما، وبين أفكار ربما، وبين رؤى إنسانية ربما.. إنه تفاوت عجيب بين الروح الإنسانية التى تخلع كل الخلافات السياسية والأيديولوجية أمام الإبداع والموهبة والبهجة وبين روح تفتش عن الحرب والدمار والغضب وما يثير الغضب كأنها تفتش عن كنز.. ربما أكون على خطأ. أرجو ذلك