إلى حبيبتى قبل عيدها
عمرو حمزاوي
آخر تحديث:
الجمعة 20 مارس 2015 - 10:10 ص
بتوقيت القاهرة
اليوم لك، أجلس فى نقطة قريبة من حيث وريتى التراب.
اليوم لك، أناجيك كصباح كل جمعة بأخبارى وأخبار أولادى وأخبار أختى وأخى.
اليوم لك، أسترجع نبرات صوتك وملامح وجهك وأنت تسألين عن «حقيقة الحال»، وتخترقيننى بحثا عن شواهد تفاؤل وسعادة أو بدايات قلق وحزن.
اليوم لك، أحمل إليك حنين كل الأيام لمكالمة «السابعة صباحا»، ولسؤال «ازيك يا حبيبى؟» الذى حملت كلماته الثلاث دوما كل معانى الحب غير المشروط والحنان الذى لا ينضب.
اليوم لك، أتأمل فى لحظات حياة أراد الله لها أن تنقضى سريعا، فيؤلمنى وجع الفراق وتتخاطف وجدانى مشاعر اليتم والوحدة التى لم أعرفها حتى جاء رحيلك عن هذه دنيتنا.
اليوم لك، أنفض بعضا من حزنى، وأرفع صوتى باسمك الجميل كما كنت أناديك وأخاطبك فى «ساعات الصفا» وابتسم ما أن أطالع ملامح وجهك بوضوح.
اليوم لك، أحكى كيف يتذكرك أحفادك ويستعيدون تفاصيل الأماكن التى مروا عليها معك، وتلك التى مررت عليها معهم بعد رحيلك عن هذه دنيتنا دون أن تكف الدموع عن التساقط.
اليوم لك، أروى عن صغيرتى صاحبة اسمك وعن طقوس صباحنا التى نقبل بها صورتك وصورة أبى رحمكما الله، وعن سعادة أنتزعها كلما نطقت اسمها بموسيقى عشق اسمك يا أمى.
اليوم لك، أقرأ القرآن وأدعو لك ولأبى بالرحمة كما ربيانى صغيرا وكما صبرتى على شابا ورجلا وتجول عينى بين كلمات نص طويل بالدعاء يرددها وجدانى ثم يصمت فى موضع الدعاء بأن تبدلى أهلا خيرا من أهلك، فأنا أعيش على أمل اللقاء فيما بعد وليسامحنى الله.
اليوم لك، أردت أن أكون أول المهنئين قبل عيدك وها هو يحل غدا للمرة الثانية بعد رحيلك عن هذه دنيتنا، وأن أشكرك على حنان أبدا لن ينضب وحب لن يقطع الموت وصاله.
اليوم لك، عيد أم سعيد يا أمى.