الوجود الإماراتى فى منطقة القرن الإفريقى
صحافة عربية
آخر تحديث:
الثلاثاء 20 مارس 2018 - 10:50 م
بتوقيت القاهرة
لقد حققت شركة موانئ دبى العالمية أرباحا وعوائد مرتفعة فى منطقة القرن الإفريقى إلا أنه حدث العديد من التطورات التى أثرت سلبا على الشركة، فمنذ أسبوعين قامت جيبوتى بفسخ العقد الذى يسمح لشركة موانئ دبى العالمية بتشغيل محطة «دوراليه» على ساحلها الشرقى، فضلا عن إعلان البرلمان الصومالى ــ منذ أيام قليلة ــ أن الاتفاق الذى وقعته أرض الصومال الانفصالية والذى جاء بإثيوبيا كمساهم فى ميناء بربرة، ومن الجدير بالذكر أن شركة موانئ دبى تخطط لاستثمار 440 مليون دولار كجزء من مشروع توسعى ضخم، وفى وقت لاحق، منع برلمان مقديشو الإمارات من الاستثمار فى أى جزء من الصومال.
ونظرًا للأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية لمنطقة القرن الإفريقى، هناك العديد من الدول التى تتنافس على خلق نفوذ لها فى المنطقة، فعلى سبيل المثال، نشطت السياسة الخارجية للإمارات العربية المتحدة تجاه إفريقيا فى الآونة الأخيرة، فضلا عن محاولة تركيا لخلق نفوذ لها فى المنطقة.
وفى هذا السياق علق أحمد سليمان ــ الباحث المشارك فى برنامج إفريقيا فى شاتام هاوس فى لندن ــ قائلا: «إن الأهمية الجيوسياسية للمنطقة جعلت العديد من الفاعليين السياسيين فى تنافس من أجل الحصول على مناطق نفوذ»، ولا يعتقد سليمان أن الصومال تستطيع التأثيرــ التى لا تعترف باستقلال» أرض الصومال» ــ على التطورات فى الدولة الانفصالية فيما يتعلق بتطورات ميناء بربرة. وأضاف: «لقد صعدت الأزمة الخليجية الأمور، حيث انخرطت تركيا بشكل كبير فى مشروعات التنمية وإعادة الإعمار فى الصومال، فأردوغان يريد أن يستخدم الصومال كبوابة لتوسيع النفوذ التركى دبلوماسيا واقتصاديا».
وصرح سليمان لـ«العرب نيوز» بأن «الجغرافيا هى أيضا عامل حاسم»، فلقد برزت جيبوتى كمركز استراتيجى بجوار ممر موانئ مضيق باب المندب، الذى يعد موقع حيوى لتدفق الطاقة الخليجية إلى أوروبا والبضائع بين آسيا وأوروبا، مما جعل العديد من الدول تقوم بإنشاء قواعد بحرية فى جيبوتى.
ومن جانبه أكد «جيسون تورفرى» ــ كبير الاقتصاديين فى لندن ــ على أهمية العوامل العسكرية والاستراتيجية خاصة فى منطقة القرن الإفريقى، وأضاف أنه من الممكن أن يتم توظيف النزاعات على الموانئ لخدمة الأغراض سياسية، وما رأيناه فى الآونة الأخيرة فى جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط هو أن الإمارات العربية المتحدة تتخذ نهجا عمليا أكثر فى العلاقات الخارجية.
وحسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «SUNA»: أنه فى يوم 13 مارس تلقى البنك المركزى السودانى وديعه بقيمة 1.4 بليون دولار من الإمارات العربية المتحدة، من أجل دعم احتياطاتها الضئيلة من العملة الأجنبية، وفى تقرير صدر أخيرا للكاتب «تيمور خان» ــ الكاتب بمعهد دول الخليج العربى بواشنطن ــ جاء فيه أنه من خلال دعم خطط البنية التحتية العسكرية والتجارية الإماراتية فى أرض الصومال، ساهمت إثيوبيا أيضا ــ أكبر وأقوى دولة فى القرن الإفريقى ــ فى تفتيت الصومال من خلال تشجيع أرض الصومال على الاستقلال الفعلى، والصومال غير قادرة على تحدى هيمنة إثيوبيا التى تقوم بدعم المتمردين الصوماليين العرقيين ويعد ذلك ركيزة السياسية الإقليمية لأديس أبابا.
وأشار خان فى ورقته البحثية إلى أن «مصالح الإمارات طويلة الأمد ــ وكذلك مصالح منافسيها ــ هى مصالح استراتيجية واقتصادية، وقال إن الإمارات تعمل على جعل نفسها عنصرا أساسيا فى مبادرة الحزام والطريق الصينية، لكى تؤمن جبل على فى دبى كمركز رئيسى للخدمات اللوجستية والتجارة، والذى يربط آسيا بإفريقيا عبر البنية التحتية لشركة موانئ دبى العالمية.
وفى النهاية، أكد الباحث عمر كريم ــ باحث دكتوراه فى جامعة برمنجهام ــ فى ورقة بحثية نشرت فى نهاية العام الماضى على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القرن الإفريقى بالنسبة للإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى الأهمية الخاصة لمضيق باب المندب.
وقال كريم: «كلا من القرن الإفريقى واليمن يطل على مضيق باب المندب، وتفهم الإمارات العربية المتحدة أنه لكى تصبح لاعبا مؤثرا عليها تأمين هذا المضيق وتحصينه ضد النفوذ الإيرانى فى المنطقة، وكذلك ضد الجماعات الإرهابية، ومن ثم يجب عليها توسيع وجودها على جانبى مضيق باب المندب».
وأضاف كريم: «إن طبيعة الأهداف الاستراتيجية التى تتبعها كل من تركيا والإمارات العربية المتحدة «سيكون لها تأثير كبير ليس فقط على السياسة داخل منطقة القرن الأفريقى ولكن أيضا على نظامها السياسى المستقبلى».
عرب نيوز ــ السعودية
ريتشارد واكمان
ترجمة: زينب حسنى عزالدين
النص الأصلى:
http://bit.ly/2FWI9Uy