الإبداع الحقيقى.. ما هو؟
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
الأحد 20 أبريل 2014 - 9:05 ص
بتوقيت القاهرة
خيرا فعلت الحكومة بإرجاع فيلم معين إلى الرقابة التى أجازته وكأن الحكومة تقول للرقابة إنك لم تقومى بعملك كما يجب وجاء ذلك بعد الجدل الدائر فى الصحف ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى حول بعض الأفلام والتى تثير الجدل القديم الجديد حول حرية الإبداع فهناك من يقول إننا مصريون فى مجملنا محتشمون ومتدينون وأصحاب تقاليد ومجتمع لا يصح فيه عرض أفلام إباحية وهناك أيضا من يقول إن هذه التقاليد بالية وقديمة وإن الفن دوره فى كشف أمراض المجتمع وإنه لا ينبغى أن نفعل مثل النعامة بأن نخبئ رأسنا فى الرمال ولكن باسم هذا الرأى يقوم بعض السينمائيين بعرض ما يسمونه الحقيقة كاملة بطريقة فجة وتتحول الأفلام إلى شبه أفلام إباحية وجنسية وتمرر الرقابة هذه الأفلام بالدعوى نفسها.
فهناك خيط رفيع بين عرض الحقائق وعرض أعراض الفنانين وهنا يكمن الإبداع فلا إبداع فى تعرى الفنانين فما أسهل تصوير مشاهد ساخنة مادام الفنانون مرتضين على أنفسهم ذلك وما أصعب عدم تصويرها. فالإبداع الحقيقى هو الخوض فى المشكلات الشائكة للمجتمع دون الالتجاء للتعرى وعرض الحركات والألفاظ الإباحية وهنا فقط يكون الإبداع فالمشاهد مهما كان بسيطا ليس بالغباء الذى يحتم عليه إظهار كل الإباحات حتى يفهم ما يجرى فى مجتمعه، فحجة عرض أمراض المجتمع هى حجة واهية مرجعها عدم القدرة على الإبداع الحقيقى ويجلب للمجتمع مشكلات أخرى منها التحرش الجنسى وزنا المحارم وهدم قيم بدأنا نفتقدها كالأدب والأخلاق والمروءة واحترام الكبير وعدم خدش الحياء.. إلى آخره مرة أخرى تحية للحكومة على قرارها الشجاع وفى انتظار المزيد.