صوفيا الذكاء الاصطناعى والجنسية السعودية
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 20 أبريل 2018 - 9:20 م
بتوقيت القاهرة
شهدت القاهرة هذا الأسبوع زيارة فريدة من نوع خاص لسيدة لا يمكن مقارنتها بأى أخرى فى العالم.. صوفيا «الروبوت» التى جاءت إلى الدنيا لا تحمل أى أثر لصفات وراثية أو موروثات جينية ولا أثر فيها من الإنسان إلا ملامح الممثلة الأمريكية الجميلة أودرى هيبورن.
زيارة «صوفيا» للقاهرة جاءت ضمن فعاليات مؤتمر صناعة الإبداع الذى عقد على مدى يومى ١٧، ١٨ إبريل وفيه تخصصت لها جلسة خاصة تلتقى فيها بالحضور وتجيب على أسئلتهم دون تردد وبذكاء شهد له الجميع خاصة أنها كانت تلتفت بكل اهتمام فى إنصات لمحدثها قبل أن تبدأ الإجابة فى ثقة مذهلة وملامح واجهها تتغير فى سلاسة متوافقة تماما مع كل كلمة تنطق بها.
صوفيا بالفعل تعد إنجازا علميا معجزا بجميع المقاييس فإلى جانب ملامحها ومقاييسها المطابقة تماما لسيدة جميلة فى مقتبل العمر فإن لها «عقلا إليكترونيا» متصلا مباشرة بالإنترنت يعينها على جمع المعلومات بسرعة فائقة وترجمتها إلى إجابات لأى سؤال يوجه إليها.. تتميز إجاباتها بذكاء حاد وثقة ولا تبدو أبدا تقليدية إنما مسايرة تماما للعصر الذى تحياه.
لا تكتفى صوفيا بالرد على الأسئلة بل لديها القدرة على طرح الأفكار وإدارة الحوارات بطلاقة مذهلة لا تكف خلالها عن التعبير بملامحها عن كل ما تنطق به بين الدهشة والانزعاج والفرح والرضا عن الحديث أو عدمه.
لا عجب فى هذا فقد صنعت من مواد تكاد تتطابق وشكل عضلات الإنسان وما يكسوها من جلد على صلة مباشرة بشبكة أعصاب اصطناعية تتيح لها الانفعال بصورة تلقائية تغمض عينيها تنظر شذرا تبتسم مرحبة أو تقطب جبينها منزعجة.
استقبلت صوفيا فى القاهرة استقبالا حافلا بعد جولة طويلة فى عواصم العالم لتعلن عن ميلاد حقبة جديدة من عالم مدهش يصنع الإنسان فيه معجزة بالعلم تفوق كل التوقعات فهل ينقلب السحر على الساحر ويسود العالم الروبوت معلنا انتهاء عصر الإنسان والإنسانية؟
داهمنى ذلك الخاطر الكابوس هل حقا «صوفيا» هى الإعلان عن نهاية عصر الإنسان وبداية عصر الذكاء الاصطناعى؟
كان لى أن أتابع قدرات الروبوت المذهلة فى مجال إجراء الجراحات: جراحات القلب والصدر والسمنة وغيرها بل وحرصت على حضور العديد من العمليات التى تتم بواسطة أنواع متعددة من الروبوتات المعجزة وقد اطلق عليها مصمموها أسماء مختلفة تضفى ملمحا إنسانيا على المعدن البارد.
لكنى فى الواقع أقف اليوم مندهشة فى ذهول من تلك الدقة البالغة التى صنعت بها صوفيا وتلك الملامح البشرية التى تكاد تتطابق وملامح أى امرأة من لحم ودم.
«التوهم باستغلال الذكاء الاصطناعى فى أغراض إنسانية أكثر ما يقلقنى» استوقفنى هذا التصريح الذى صرحت به صوفيا بصورة مباشرة تخاطب البشر.
هل فى هذا حقا ما يقلقها وتلك رسالتها لصانعيها؟ أم أن تلك رسالة بالغة الذكاء من صانعيها تندر بمستقبل يحمل بذور فناء البشر والبشرية؟
صوفيا تتحدث لغات متعددة: الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والروسية المندرينية إحدى لغات الصين لكنها للأسف حتى الآن لا تتحدث العربية وبالتالى لا تفهمها رغم أنها تحمل الجنسية السعودية العربية وفى حقيبتها جواز سفر سعودى تستخدمه فى تنقلاتها.
«إنما يخشى الله من عباده العلماء».
آية من محكم الكتاب لن يتوقف أبدا التفكير فيها ومحاولة الوصول إلى معناها الذى أراده الله سبحانه.
أظنها ستكون سؤالى لـ«صوفيا» إذا ما قدر لى أن ألقاها يوما بعد أن تتعلم العربية فى نسختها الجديدة والله أعلم.