نحن فى حداد معكم؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 20 مايو 2012 - 10:40 م
بتوقيت القاهرة
●● الموقف الأخلاقى الذى يؤسس للقيم والمبادئ لا يتجزأ، فعندما يتجاوز لاعب مع مدربه أكون فورا بجوار المدرب.. وهذا يسير على شيكابالا وعلى حسام غالى. وليست القضية هنا علانية الخطأ من جانب اللاعب، وإنما حجم التجاوز وأسلوبه.. وعلى هذا الأساس يتحدد شكل العقاب. وبالنسبة للاعبين يظل الاعتذار عن الخطأ حتميا ويليه العقاب بقدر الخطأ. وعلى إدارة الزمالك، أو كان على إدارة الزمالك، سرعة حسم الأمر مع شيكابالا، لأنه لا يوجد لاعب فوق الفريق، ولا فرد فوق المجموع. كذلك على إدارة الأهلى التعامل مع حسام غالى على أن الخلاف الذى وقع كان ضد مبادئ النادى وقواعده، وليس دفع الأمر إلى أنه كان خلافا بين لاعب وبين مدرب، وقد رحل المدرب، فيعود اللاعب كأن الأمر لم يكن.
●● تقديرى للاعبين لا غبار عليه، وشيكابالا كان بمقدوره أن يتوج أفضل لاعبى جيله، لكنه لم يكمل موهبته بسلوكه داخل الملعب.. أما الذين يتحدثون ليل نهار عن الأخلاق، فقط يتحدثون بها، ويتكلمون كثيرا عن التغيير فى الرياضة وكيف أنه لم يصل، عليهم أن يقدموا لنا القدوة والمثل، لعل الموقف الأخلاقى ينعكس على أجيال قادمة من الصغار، بدلا من تلك المواقف المطاطة التى ترسى للفوضى بشتى الصور.
●● مهما كانت الخسائر والآلام، يسود الموقف الأخلاقى فى العالم الآخر، أو ما يعرف إعلاميا بجملة «فى أوروبا والدول المتقدمة».. وهناك عشرات الأمثلة للاعبين تجاوزا واعتذروا وعوقبوا، ومنهم تيفيز الذى أهان سير فيرجسون المدير الفنى لفريق مانشستر يونايتد، وترتب على ذلك اعتذار كامل من اللاعب ومن ناديه مانشستر سيتى. تلك قواعد لا تتجزأ.. وعلى الرغم من خسارة بايرن ميوينخ نهائى دورى أبطال أوروبا فى أجواء كانت تضعه فى المقدمة قبل تشيلسى، فقد مضت المباراة بسلام، وبهاء وبهجة. وقبل هذه المباراة تحدثت عن السيناريو المثالى بالنسبة لبايرن ميونيخ.. لكن فى النهاية انتصر سيناريو هيتشكوك، فلم نتعرف على سير الدراما وكيف تنتهى.. ومن تلك الدراما عاشت كرة القدم.
●● فى المباراة لفت الأنظار علم إسرائيلى فى المدرجات، ولم يكن فى صفوف الفريقين داخل الملعب لاعبا إسرائيليا، لكن هذا العلم كان تحية للاعب خط الوسط يوسى بن عيون (30 سنة)، كابتن منتخب إسرائيل الذى انتقل من تشيلسى إلى أرسنال على سبيل الإعارة فى أغسطس من العام الماضى، وذلك لمدة موسم واحد 2011 / 2012.. وكان بن عيون تعرض لهتافات عدائية فى ماليزيا خلال زيارة تشيلسى فى يوليو الماضى.
على أى حال بفوز الفريق الإنجليزى بكأس دورى أبطال أوروبا لأول مرة فى تاريخه، وبتلك الطريقة الدفاعية المحكمة التى لعب بها أمام برشلونة ثم بايرن ميونيخ يكون المثل القديم صحيحا: «اعطنى تشيلسى وارمنى فى البحر».. وهو ما جعل الصحف الألمانية تولول عقب المباراة بعناوين نقلتها الوكالة الفرنسية من نوع: تراجيديا، مأساة، كابوس.. وقالت صحيفة سودوتشة تسايتونج: لا يوجد فريق خضع للسيطرة فى مباراة نهائية مثل تشيلسى، فيما صرخت بيلد تسايتونج: «لا.. لا.. لا.. نحن فى حداد معكم»؟