فراعنة غير مشهورين
حسين عبدالبصير
آخر تحديث:
الإثنين 20 مايو 2019 - 11:00 م
بتوقيت القاهرة
إن هناك عددا كبيرا من الملوك الفراعنة المهمين لكنهم ليست لهم شهرة الملوك المعروفين أمثال مينا وأحمس وحتشبسوت وأخناتون وتوت عنخ آمون ورمسيس الثانى.. فهناك على سبيل المثال، عدد كبير من الملوك الفراعنة نذكر منهم ما يلى:
الملك سنفرو
الملك سنفرو هو مؤسس الأسرة الرابعة فى عصر الدولة القديمة أو عصر بناة الأهرام، ووالد الفرعون الشهير الملك خوفو صاحب هرم الجيزة الأكبر، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب العالم القديم. وحكم مصر لفترة زمنية طويلة قدرها البعض بنحو 24 عاما والبعض بثلاثين عاما، بل ذهب البعض وأعطاه فترة حكم تبلغ 48 عاما، غير أن فترة حكم هذا الملك كانت ما بين 30 عاما ولم تصل إلى 48 عاما. ومن أهم آثاره بناء أربعة أهرام فى منطقة دهشور فى محافظة الجيزة وفى منطقة ميدوم فى محافظة بنى سويف وفى منطقة سيلا فى محافظة الفيوم. ويعد بذلك الملك الوحيد الذى بنى أربعة أهرام بين ملوك مصر الفرعونية. وتم فى عهده تقديم إبداعات جديدة فى بناء وتصميم الأهرامات المصرية. وكان من بين أهمها بناء أول هرم كامل فى تاريخ العمارة المصرية وهو الهرم الشمالى أو الهرم الأحمر فى منطقة دهشور والذى سبق بذلك هرم الجيزة الأكبر لابنه الملك خوفو غير أنه كان أقل منه فى الارتفاع. وكان لابد للفرعون أن يخرج فى حملات عسكرية خارجية كى يجلب ما تحتاج إليه هذه المبانى المعمارية الضخمة من مواد وعمال. فكانت سياسة هذا الفرعون الخارجية تقوم فى المقام الأول على إمداد منشآته المعمارية بكل فريد وضرورى وغير موجود فى الأرض.
الملك بيبى الأول
حكم الملك بيبى الأول فى الأسرة السادسة قرب نهاية عصر الدولة القديمة. وقام بيبى الأول بانتهاج سياسة توسعية فى النوبة وعمل على وصول وتأمين طرق التجارة إلى بلاد بعيدة عن مصر مثل لبنان والصومال.
وفى عهده، تم تكوين أول جيش نظامى فى مصر. ومن بين أشهر كبار رجال دولته الموظف الشهير ونى الأكبر صاحب المقبرة الموجودة فى أبيدوس فى سوهاج.
ومن الجدير بالذكر أنه فى عهد هذا الملك تعرضت الدلتا المصرية لغارات عديدة من البدو الموجودين على حدود مصر الشمالية الشرقية والذين أطلقت عليهم النصوص المصرية «عامو حريو شع» أى «الأسيويين الموجودين على الرمال». ومن أجل صد هجماتهم التى لم تفلح الحاميات العسكرية القليلة العدد فى هذه المناطق فى التصدى لها، قام بيبى الأول بتكليف ونى الأكبر بقيادة حملات عسكرية فى بلاد الشام. فتم القيام بتأسيس أول جيش نظامى مصرى قوامه العديد من الآلاف من المجندين المصريين من جنوب مصر إلى شمالها، فضلا عن عدد كبير من النوبيين والليبيين الموالين لمصر. ونجح ونى الأكبر فى قيادة هذا الجيش المصرى النظامى الباسل والقضاء على هجمات البدو.
الملك مونتو حتب الثانى
بعد عصر طويل من الاستقرار السياسى، انقسمت البلاد، وشهد عصر الانتقال الأول انهيار الدولة والسلطة المركزية وطغيان سطوة حكام الأقاليم المصرية وبزوغ نجمهم. وفى النصف الثانى من عصر الأسرة الحادية عشرة، ظهر الفرعون مونتو حتب الثانى نب حبت رع، ووحد مصر، فأصبح الموحد الثانى للأرض المصرية بعد الملك مينا الأول، وأسس الدولة الوسطى. وحكم الملك مونتو حتب الثانى نحو 51 عاما، ووحد مصر تحت سلطة ملك واحد فى نحو عام حكمه التاسع والثلاثين، مُنهيا بذلك عصر الانتقال الأول، ومؤسسا عصرا من الاستقرار السياسى والرخاء الاقتصادى للبلاد. وعندما صعد مونتو حتب الثانى لحكم البلاد فى منطقة طيبة «الأقصر الحالية»، كان يحكم جزءا كبيرا من البلاد، ورثه عن سابقيه، يبدأ من الجندل الأول فى منطقة أسوان جنوبا إلى الجنوب من منطقة أبيدوس فى محافظة سوهاج فى صعيد مصر شمالا.
الملك أمنمحات الأول
الفرعون أمنمحات الأول هو فرعون قادم من الجنوب المصرى العريق. وهو أول ملوك الأسرة الثانية عشرة التى تعتبر قمة مجد عصر الدولة الوسطى، الفترة الذهبية الثانية بعد عصر الأهرامات فى الدولة القديمة. وأغلب الظن أن هذا الملك كان الوزير أمنمحات الذى قاد حملة إلى منطقة وادى الحمامات فى عهد سلفه مونتو حتب الرابع، والذى ربما كان شريكه فى الحكم. ولا ينتمى أمنمحات الأول إلى الدم الملكى. وهناك عدد من الأعمال الأدبية التى تعتبر دعاية سياسية له لإسباغ الشرعية على فترة حكمه مثل «نبوءة نفرتى» و«تعاليم أمنمحات». وتأثر فى العمارة بأهرامات الدولة القديمة، خصوصا أهرامات الأسرتين الخامسة والسادسة. وقام بنقل العاصمة من العاصمة القديمة طيبة (الأقصر الحالية) إلى «إثت تاوى» (أى القابضة على الأرضين)، وتم دفنه فى هرمه فى منطقة اللشت فى الجيزة.
الملك سنوسرت الثالث
يُعتبر الفرعون سنوسرت الثالث أعظم وأقوى فراعنة الأسرة الثانية عشرة والدولة الوسطى المحاربين. وحقق فى عهده مجد مصر العسكرى والقوة والرخاء كأقصى ما يكون المجد والقوة والرخاء فى ذلك العصر البعيد. وأضفت كل هذه الأبعاد عليه المسحة الأسطورية، وجعلت منه رمزا لجميع المصريين وأيقونة يقلدها كل ملوك مصر اللاحقين.
وأدت حروبه العسكرية التى تُدرس فى الأكاديميات العسكرية إلى سيادة الاستقرار والسلام والرخاء الاقتصادى الوفير فى أرض مصر الطاهرة، وحطَم أسطورة حكام الأقاليم التى لا تُقهر، وحجَمهم لأقصى ما يكون التحجيم، وقام بنهضة كبيرة فى الأعمال المعمارية والفنية والملاحية والزراعية وأعمال الرى لم يسبق إليها أحد من قبل. وازدهرت فى عهده التجارة ووصلت إلى أقصى بلاد الجنوب وإلى الشمال مع بلاد الشام. وازدهرت أعمال الملاحة فى عهده، وقام بمد قناة تحمل اسمه تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عبر نهر النيل الخالد. وتوسع العمران فى عهده بشكل مذهل. كل هذه المظاهر الحضارية المشرفة دفعت المصريين إلى تقديس الفرعون المقاتل سنوسرت الثالث فى حياته، وكان فى ذلك من بين الفراعنة المعدودين الذين تم تقديسهم وعبادتهم فى حياتهم على الأرض.
الملك سقنن رع
الملك سقنن رع تاعو، أو الملك سقنن رع جحوتى عا، أو الملك سقنن رع تاعا الثانى، هو أحد ملوك الأسرة السابعة عشرة التى كانت تحكم جنوب مصر فقط من منطقة طيبة (الأقصر الحالية). وفى الفترة العصيبة من حكم مصر، كانت البلاد تقع تحت احتلال الهكسوس البغيض. وكانت هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها احتلال جزء كبير من الأرض المصرية لفترة زمنية تبلغ القرن من الزمان. وكان الهكسوس يسيطرون على شمال مصر، وأعنى منطقة الدلتا المصرية العريقة، وكان نفوذهم يمتد إلى مصر أقاصى الوسطى. وسقط الملك سقنن رع تاعا الثانى شهيدا فى معركة الشرف والكفاح كى يحرر مصر من محنة الاحتلال الهكسوسى البغيض. وتوضح مومياء الملك البطل الموجودة فى المتحف المصرى فى ميدان التحرير موته متأثرا بجراحه فى معركة الشرف. وتم التأكد من هذا الأمر بعد أن تم تجريب بعض الأسلحة التى استخدمها الهكسوس وتطابقها مع معظم الجراح الموجودة بالجمجمة فضلا عن سوء التحنيط الذى تم لهذه المومياء نظرا لسرعة تحنيطه فى ساحة المعركة.