الرابح الأكبر من عملية «حارس الأسوار» هو نتنياهو
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الخميس 20 مايو 2021 - 10:15 م
بتوقيت القاهرة
يوم الجمعة الماضى تعرّفنا للمرة الأولى إلى «مترو حماس»، شبكة الأنفاق المتشعبة فى شمالى القطاع، التى استخدمتها «حماس» للتحرك وتنظيم القتال. منذ ذلك الوقت قُصفت الأنفاق عدة مرات بواسطة مئات الطائرات الحربية التى أمطرتها بمئات الأطنان من القذائف.
مساء يوم السبت الماضى أرسل الجيش إلى كل القنوات التلفزيونية قادة من القواعد فى سلاح الجو من الذين شاركوا فى القصف. تحدث هؤلاء عن تخطيط بارع وتنفيذ محكم وإنجاز غير مسبوق فى تدمير أنفاق «المترو». رووا كيف أُرسلت 149 طائرة دفعة واحدة من عدة قواعد، محمّلة بـ450 قنبلة ذكية ودقيقة، كل منها تحمل طنا من المواد الناسفة وقادرة على اختراق باطن الأرض والانفجار فى داخله. ووصف كبار الضباط كيف دمرت القنابل وأغلقت فتحات الخروج فى الأنفاق، وتسببت بموت كل مَن كان موجودا فى داخلها.
كُتب فى سفر الأمثال: «لا تفرح بسقوط عدوك»، والمقصود أن علينا أن نتصرف بطريقة أخلاقية عندما يسقط العدو. ينطبق هذا خصوصا عندما نتذكر أنه بالإضافة إلى مقاتلى «حماس» الذين قُتلوا، خسر حياته فى غزة أيضا العديد من المدنيين والمدنيات الأبرياء، بينهم أطفال. طبعا القلب يبكى على الضحايا من الجانب الإسرائيلى، بينهم أطفال أيضا.
ليس واضحا أيضا أن «حماس» خسرت المعركة. صحيح أن كثيرين يتحدثون فى وسائل الإعلام، بينهم ألوية سابقون، ومن دون توقف عن إنجازات كبيرة: ضرب مخزون الصواريخ، والمعامل، وقادة كبار، وأبراج سكنية. لكن هذا ما قالوه أيضا بعد عملية الجرف الصامد فى سنة 2014، والتى استمرت بعدها «حماس» فى إطلاق الصواريخ كلما شاءت، وتسلحت بـ 14 ألف صاروخ جديد استخدمت جزءا منها فقط هذه المرة.
أكثر من ذلك، لم يسبق لقلب إسرائيل أن تعرّض لهذا العدد الكبير من الصواريخ، الأمر الذى أدى إلى شلّ الحركة الاقتصادية فى نصف الدولة. كذلك تحولت «حماس» إلى «حارس الأسوار» فى القدس والأقصى. لقد نجحت أيضا فى تحريك المواطنين والمواطنات العرب، وإذا جرت الانتخابات الآن فى الضفة الغربية لكانت حققت فيها فوزا كبيرا ومحت السلطة الفلسطينية.
فى جميع الأحوال الرابح الأكبر من عملية «حارس الأسوار» هو بنيامين نتنياهو. قبل انتخابات أبريل 2019 قال: «نصحونى بالقيام بخطوة تشعل الشرق الأوسط كى أفوز، لكننى رفضت». يومها رفض لأنه كان واثقا بفوزه. لكن الآن، بينما محاكمته فى ذروتها، كل شىء أصبح مشروعا. لو أراد لكان فى إمكانه وقف عربدة اليهود المسيانيين فى الشيخ جرّاح، ومنع دخول الشرطة إلى الحرم القدسى ورمى القنابل الصوتية فى داخل المسجد الأقصى. على الأرجح هذا هو الذى دفع «حماس» إلى البدء بإطلاق النار ودفع جزءا من المواطنين والمواطنات العرب إلى الاحتجاج. ومن هنا كانت الطريق قصيرة لتراجع نفتالى بينت الذى أعلن تخلّيه عن يائير لبيد وعودته إلى نتنياهو.
فى الخلاصة، يبدو أن ما يجرى هنا ليس عملية عسكرية مع اتفاق سياسى فى نهايتها، بل عملية سياسية لنتنياهو الذى استطاع أن يحقق هدفه: تفجير حكومة التغيير، والذهاب إلى معركة انتخابية خامسة.