دوائر الدهشة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 20 يونيو 2011 - 9:58 ص
بتوقيت القاهرة
لا تتوقف قدرة العلم على إدهاشنا، فكل يوم يمر يحمل لنا حدثا قد لا نتوقف عنده كثيرا فلا وقت للتأمل وإنما لانتظار حدث جديد ربما فيه ما قد يدهشنا بصورة أكبر.
تناقلت وسائل الإعلام هذا الأسبوع أنباء استعداد سيدة بريطانية تخضع حاليا لفحوصات متعددة بانتظام هى ووالدتها إذ تقرر أن يزرع الأطباء فى مارس القادم رحم الأم لابنتها التى تعانى من غياب الرحم نتيجة عيب خلقى ولدت به. أى أن الابنة ستتلقى نفس الرحم الذى جاءت منه منذ خمسة وعشرين عاما هى كل سنوات عمرها الآن.
طافت الفكرة برأس الأم التى أحست بألم ابنتها ورغبتها الحارقة فى الأمومة بعد أن حرمت من امتلاك الرحم فقررت أن تهبها ذات الرحم الذى سكنته من قبل. الأم عمرها ستة وخمسون عاما فهل مازال رحمها يمكن أن يهب الحياة لوليد يزرع جنينا فيه؟ وهل يمكن أن يألف الدفء فى أحشاء الابنة إذا ما نجح الأطباء فى زرعه فيها؟
الابنة يدفعها الأمل فى تحقيق حلم الأمومة تتجاوز كل حدود الدهشة وحصار الأسئلة لترد «إننى معلمة لعلم الحياة «البيولوجى» لذا فالأمر ليس مستبعدا أو مستغربا فى مخيلتى». الرحم مثله ككل الأعضاء التى ينجح الأطباء فى إعادة زرعها فى الإنسان كالكبد والكلى. إن ما يشغلنى هو حال أمى إذ إنها فى تلك السن تتعرض لمخاطر عملية جراحية كبرى؟
أما الأم فالأمر فيما يبدو لديها مختلف «لدى ابنتان غير سارة، لذا فقد أدى رحمى مهمته فلم لا أهبه لها إذا كنت أفضل من يقدم على ذلك لأن فرصتها فى الحفاظ عليه معى أكبر؟!».
العملية ستجرى فى السويد وقد علق الجراح الذى سيتولى إجراء العملية بأن العملية أكثر خطورة وتعقيدا من زرع كبد أو كلية أو حتى قلب. وأنها تعتمد فى المقام الأول على شبكة الشرايين والأوردة التى ستتلقى الرحم وأن الخطر الأكبر قد يأتى من النزيف.
لم يتوقف الخبر عند هذا الحد فقد أشار فى فقرته الأخيرة إلى أن أول حالة فى العالم لزراعة رحم إنما تمت فى السعودية عام 2000 لسيدة فقدت رحمها إثر نزيف رحمى حاد تعرضت له وقد تمت بنجاح زراعة رحم من متبرعة أخرى لكنهم اضطروا لإعادة استئصاله نتيجة تعرضها لمضاعفات!
كم دائرة من دوائر الدهشة يمكننا تجاوزها عزيزى القارئ بعد قراءة هذا الخبر إذا ما راجعنا موقفنا من قانون زراعة الأعضاء فى بلادنا؟