في المسألة التحرشية

غادة عبد العال
غادة عبد العال

آخر تحديث: الإثنين 20 يوليه 2009 - 8:52 م بتوقيت القاهرة

 فى خطوة استقصادية مغرضة وحملة تحريضية شعواء أعلن أحد مراكز البحوث الاجتماعية الإفرنكية أن مصر تحتل مركز الصدارة بين دول العالم فى عدد حالات التحرش الجنسى، ونحن إذ نعلم مسبقا رغبة تلك المراكز المشبوهة فى تشويه وجه وطننا الجميل فإننا نؤكد عدم جدية مزاعمهم وكذب ادعاءاتهم البين، مانقصدش طبعا إن مافيش تحرش لكننا نعترض بكل ما أوتينا من قوة على تسميته بالظاهرة..

فالمجتمع المصرى بأكمله يحيا منذ عشرات السنين فى وئام تام ووحدة اجتماعية كاملة وتسامح أخلاقى رائع مع القطاع العريض من أبنائه المتحرشين الأصلاء، اللهم إلا من بعض الحوادث الفردية من فتيات لم يحسن أهلهن تربيتهن فرفعن أصواتهن بكل وقاحة ليشكين من تحرش هذا أو معاكسة ذاك. نعم.. نحن هنا نشير بأصابع الاتهام تجاه كل فتاة مائعة مقصوفة الرقبة يمكن لها باتخاذ بعض الاحتياطات السلوكية البسيطة أن تحمى المجتمع كله من مرمطة سمعته كل يوم فى وسائل إعلام الغرب المتعفن المنحل..

مثلا: ما تمشيش فى الشارع ببطء (لأن ده إشارة على رغبتك فى إنك تتعاكسى) ولا بسرعة (لأن ده بيحفز الجين الكلابى المتواجد عند كل شاب بالجرى ورائك).. ما تمشيش لوحدك (وإلا تبقى غاوية) ولا مع حد حتى لو أبوكى والا أخوكى (وإيش عرف الناس مين ده بقى إن شاء الله؟)..

ابتعدى عن ارتداء الألوان الصارخة كالأسود والرصاصى والبستاشى وسن الفيل.. وياريت بلاش الأبيض والأحمر عشان ما تثيريش مشاعر أى مشجع كورة.

ومش هنوصيكى طبعا على الجزم الحمرا اللى بتثير غرائز الشباب (مش فاكرة موضوع أحلى واحدة اللى لابسة جزمة حمرا بتاع زمان؟).. لبس قصير لأ.. (فيه إغراء).. لبس طويل لأ.. (هتثيرى خيال الشاب ويفضل يتخيل يا ترى مخبية إيه تحتيه؟)..

ما تركبيش أتوبيس مليان وبعدين تشتكى.. ولا أتوبيس فاضى (عندنا بنات يركبوا أتوبيسات فاضية والا إيه؟).. لو عندك عربية ما تسوقيهاش لوحدك (ما تستفزيش الشباب اللى ماشى فى الشارع).. وما تركبيش معاكى حد (يا بنتى شرف البنت زى سلك الفرامل).. وماتعديش وانتى سايقة جنب حد (إرحموا الشباب بقى حرام عليكم)..

والأفضل إنك تتخذى جدك جحا أسوة وتشيلى العربية فوق راسك (والناس أكيد هيقدروا مجهودك ده وهيقولوا الولية اتجننت).. ما تخرجيش فى العيد الصغير (الناس لسه خارجة من رمضان).. ولا فى العيد الكبير (الناس نفسها مفتوحة على اللحمة).. ولا فى عيد العمال (طبعا ما هو عيد المكن)..

وفى النهاية عليكى عزيزتى الفتاة المصرية أن تتعودى على السير بين المتحرشين فى المجتمع كما يسير الجندى بين الألغام فى الحرب أو كما يسير المواطن بين النقر فى الشوارع التى لا يمر بها موكب السيد رئيس الوزراء.. وكل شىء وقتها هيبقى تمام وترحمينا وترحمى نفسك من سماع كلام اللى يسوى واللى مايسواش..

مع تحيات لجنة «كله من البنات مقصوفين الرقبة» المصرية المتحدة لمكافحة مزاعم انتشار ظاهرة التحرش الجنسى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved