الصحية النفسية والذهنية فى خريف العمر
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 20 سبتمبر 2024 - 7:35 م
بتوقيت القاهرة
أكثر ما يخشاه الإنسان هو غياب العقل فى خريف العمر وشتائه الواقع أن أكثر ما يتأثر فى الإنسان فى أيام الشيخوخة هو عقله، فى تلك الحقبة من العمر قد يرى التراجع فى قدرات المعالجة المعرفية والذاكرة اللفظية.
يبدو الإنسان مترددًا أحيانًا فى استخدام كلمة بعينها أثناء الحديث أو كثير التوقف للبحث عن تفاصيل واقعة عاصرها فى محاولة لسردها كما حدثت أو ناسيا أحيانا اسم إنسان يخاطبه وهو يعرفه حق المعرفة.
ولأن الأمر جد ومهم للإنسان فإن العلم لا يتوقف عن بحث تلك الظواهر ومحاولة إيجاد حلول قد تدعم عقل الإنسان فى مواجهة شيخوخته.
يشير العلم إلى أن ممارسة بعض أنواع الرياضة البدنية والاحتفاظ بمستوى جيد من اللياقة البدنية ومحاولة اكتساب معلومات متجددة بصورة مستمرة وممارسة التمارين الذهبية المحفزة لنشاط المخ، إلى جانب اتباع نمط صحى من الحياة والغذاء والنوم الجيد وتأكيد العلاقات الاجتماعية كلها تساهم فى حماية قدرات الإنسان العقلية.
الجديد فى الأمر أن هناك بعض العوامل التى قد لا يضعها الإنسان فى الحسبان وقد تؤثر بصور مختلفة على القدرات الذهبية.
فى دراسة حديثة لجامعة أوهايو، ربط العلم بين تراجع وظائف الرئة وتراجع وظائف مهمة للمخ مع التقدم فى العمر هما القدرة على حل المشاكل وسرعة التعامل معها وهما من القدرات المعرفية التى يقوم بها المخ طوال حياة الإنسان.
مقال آخر لا يقل أهمية كان فى الملاحظة الواضحة على المدخنين إثر إصابتهم بنوبة قلبية.
من تعود منهم التدخين فإنه لا يسلم من تدهور واضح فى وظائف المخ أما الذين يتوقفون عن التدخين مباشرة بعد إصابتهم بنوبة قلبية من كبار السن فإنهم الأسرع فى استعادة نشاطهم الذهنى ومقاومتهم للاكتئاب الذى عادة ما يعانى منه المدخنون بعد الإصابة بنوبة قلبية.
أما الضغط النفسى والعصبى القاسى طويل الأمد فهذا أخطر ما تتعرض له خلايا الدماغ بل ويساهم فى قتلها الأمر الذى يظهر فى صورة اضطرابات شتى تنال من قدرات الإنسان المعرفية فيضطرب التفكير ويقل الانتباه وتتراجع الذاكرة.
الواقع أن هناك رؤى جديدة تدعو للاهتمام بعوامل أكثر فى مرحلة الشيخوخة من عمر الإنسان لها أن تدعم قدراته المعرفية وذاكرته.
الاهتمام بعلاج الأمراض المزمنة غير المعدية كالضغط والسكر.
الالتفاف إلى أهمية ارتفاع نسبة الكوليسترول الردىء المتسبب فى انسداد شرايين المخ والقلب وتصلبها.
إلى جانب الحفاظ على وزن صحى ثابت وممارسة التمارين الرياضية إلى جانب التوقف عن التدخين الذى يعد من أكثر العوامل ضررا على الإنسان فى شبابه وشيخوخته.
مع تقدم العلوم الطبية وتعدد الاختصاصات فيها ظهر تخصص طب الشيخوخة. ذلك التخصص الذى يهتم بكل التغيرات التى تحدث فى جسم الإنسان نتيجة للتقدم فى العمر ولا يعدم اهتماما بالتغييرات النفسية أيضا. أهمية هذا التخصص تجعل الانتباه إليه أمرا واجبا لصحة المجتمع وضمان فاعلية أفراده ونأمل أن ينعكس الاهتمام به على زيادة عدد أقسامه فى كليات الطب إلى جانب الاهتمام بتطبيقاته العملية فى المستشفيات.