سرادق عزاء يليق بالدستور
وائل قنديل
آخر تحديث:
الأربعاء 20 أكتوبر 2010 - 9:46 ص
بتوقيت القاهرة
هذا أجمل سرادق عزاء رأيته.. لم تكن احتفالية بصمود محررى الدستور المعتصمين فى نقابة الصحفيين، بقدر ما كانت مناسبة لإعلان الحزن على حديقة استولوا عليها وحولوها إلى خرابة، أو مدرسة محترمة أرادوها ملهى ليليا يرتاده أولئك الكبار المدججون بالثروة والسلطة.
فى الصف الأول سطع بهاء طاهر وأحمد فؤاد نجم وإبراهيم أصلان والسفير إبراهيم يسرى، فارس معركة التصدى لتصدير الغاز المصرى لإسرائيل، والمخرج مجدى أحمد على وجلال عارف ومجموعة من أشرف وأنبل كتاب ومثقفى مصر.
وخلفهم جلس شباب صحفيى الدستور (الحقيقى) ومئات من شرفاء الكلمة فى مختلف الصحف المصرية.
كان ضروريا أن يظهر إبراهيم عيسى لأول مرة بعد إتمام مؤامرة احتلال جريدته، وكان لازما أن يتحدث للرد على ماكينة الأكاذيب التى أطلقها الغزاة عبر الفضائيات والصحف الميرى لتروج أطنانا من الادعاءات والسيناريوهات الوقحة عن قصة اختطاف الصحيفة الأكثر جرأة واحتراما.
على منصة الحفل وقفت الرائعة بثينة كامل تقدم المتحدثين، ومن ضمن من تحدثوا كان الزميل بلال فضل الذى أذاع سرا عن كبير النبلاء عمنا أحمد فؤاد نجم، الذى لم يكتف بتقديم استقالته مكتوبة من حزب الوفد احتجاجا على نحر الدستور على يد رئيسه، بل استقالت ابنته وخطيبها من العمل فى شركات البدوى.
لم يكن الحضور فى حاجة للاستماع إلى إبراهيم عيسى لكى يتيقنوا من أن ما جرى مع الدستور كان عملية قرصنة سياسية أو إنزال نفذته مجموعة من كوماندوز الرأسمالية الجديدة المتورطة فى علاقات غير شرعية مع السلطة، فتلك قناعة ثابتة وصحيحة لدى كل من كان فى وجهه نظر وفى داخله بصيرة.
لكن المفاجأة الحقيقية فى كلام إبراهيم عيسى أنه كشف أن التحرش بالدستور لم يكن وليد ساعة طفو السيد البدوى على سطح الحياة السياسية والإعلامية، بل سبق ذلك محاولة رجل الأعمال الأشهر صاحب «مدينتهم» هشام طلعت مصطفى الذى تقدم قبل سنوات بعرض قيمته 8 ملايين دولار للاستحواذ على الدستور وصوت الأمة برئيسى تحريرهما، لكى يقدمهما هدية إلى «بابا» ولما كان عيسى يعلم أن والد السيد هشام قد توفاه الله من زمان، فقد سأله: كيف وقد رحل أبوك، فرد الابن البار بأنه يريد أن يهدى الصحيفتين إلى السيد الرئيس الذى يعتبره هشام والده.
تلك هى القصة باختصار ووضوح شديدين.. ولا عزاء للخدم والكذبة والمتسكعين فى شوارع البيزنس.