خلى عندك صوت

غادة عبد العال
غادة عبد العال

آخر تحديث: الخميس 21 يناير 2010 - 10:32 ص بتوقيت القاهرة

 نحن شعب يمارس الشكوى ممارسته للشهيق والزفير، نعشقها عشقنا لطبق الفول صباح كل يوم ونقدسها ونجلها ولا نستطيع أن نعيش بدونها، يمكنك أن تنزع من المصرى أى حق من حقوقه ولن يبالى إلا حقه فى الشكوى فلن يتنازل عنه أبدا، نحن شعب يؤمن إيمانا عميقا لا يتزعزع إن كل حاجة ماشية فى البلد غلط ولازم تتغير لكن لما تقول له طب ماتيجى سوا نحاول نغير المناخ اللى مش عاجبك ده.. يرد عليك بجملتين يقدسهما تقديسا: «وأنا مالى».. و«مافيش فايده».

أسست أنا وأصدقاء لى حملة على موقع الفيس بوك لتشجيع الشباب «الروش» على استخراج البطاقة الانتخابية وأسمينا الحملة «خلى عندك صوت» أملا فى أن نحيى الإيجابية داخل الشباب ونوضح لمن يعشق الشكوى أنه يمكن أن يغير ما يشكو منه ويمكنه أن يساعد على انتخاب من يراه قادرا على تنفيذ آماله فى مستقبل أفضل.. انضم لنا المئات حتى وصل عدد المشتركين فى الحملة إلى 3500 مشترك.. شارك بعضهم ببوسترات من تصميمه وشارك الآخر بفيديو يتحدث فيه عن اقتناعه بالفكرة وذهب الكثيرون لاستخراج البطاقة وعادوا ليحكوا لنا تجربتهم فى قسم الشرطة والتى لم تتجاوز الـ10 دقائق (خلافا لميراث الرعب اللى جواهم نتيجة لمشاهدتهم فيلم «الكرنك» وهم صغيرين).. لكن كالعادة كان هناك الكثير من المشككين.

وكعادة الرجل المصرى الأصيل التى توارثها عنه الشاب المصرى الروش تعالت الأصوات الهاتفة بشعارها المقدس «مافيش فايدة»، وتحسبا لوجود أى من المؤمنين بتلك الحكمة من بين قراء هذ المقال خلينى أحاول أقنعكم أو نفكر مع بعض بصوت عالى.. هاقولك طلع بطاقة انتخابية.. هتقولى وأطلع بطاقة إنتخابية ليه؟.. ما هم كده كده هيزوروا الانتخابات (دا انت اللى بتقول أنا ماليش دعوة).. لما يعملوا انتخابات نزيهة أبقى أروح أطلع بطاقة وأنتخب (مين اللى قال إنها مش نزيهة؟.. أقبض عليه يا عسكرى).. والسؤال هو: هم مين دول اللى هيعملوا انتخابات نزيهة؟.. والسؤال الأهم: ويعملولك انتخابات نزيهة ليه؟.. إيه اللى يجبرهم إذا كنت إنت مبسوط ومش معترض.. وحتى ما بتروحش.. شوفت مرة كليب تزوير من جوة لجنة انتخابية فيه ناس بيمضوا فى كشف ويعلموا فى ورق (بمبادرة شخصية منهم ماحدش موصيهم.. أنا قلتلك أهو)؟.. الاسم اللى بيمضوا قدامه ده اسم سيادتك والورقة اللى بيعلموا فيها إنت اللى سمحتلهم يزوروا فيها لما كسلت وما روحتش، مافكرتش فى يوم إنك لما ما بتروحش تدى صوتك فى لجنتك إنت بذات نفسك بكده بتساهم فى التزوير؟

هتقولى ما أنا ممكن أروح وأطلع بطاقة وأدى صوتى وبرضه هم يزوروا.. هاقول لك.. فيه 30 مليون ليهم حق الانتخاب فى البلد دى.. 6 مليون فيهم اللى بيروحوا ينتخبوا كل مرة والـ24 مليون الباقيين مكسلين وسلبيين.. افرض سيادتك الـ24 مليون دول راحوا اللجان وانتخبوا.. مين هيقدر يزور 24 مليون صوت؟ وإذا كان التزوير هيعدى مرة مع تكاثر عدد المشاركين مش هيعدى المرة اللى بعدها ويمكن تكون دى الخطوة اللى هتيجى بعدها خطوة يكون فيها صوت الناخب هو الأساس.. وطالما الإيجابية بدأت تنتشر فى أى مجتمع هيرتفع صوت ناس محترمين وهيزيحوا الفساد والمفسدين.. هاتقولى عايزين تغيروا غيروا انتوا، أنا ماليش دعوة.. هاقولك عيب عليك يا اللى بتختم القرآن كل سنة فى رمضان مرة ومرتين ولا بتفهم منه حرف.. «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».. فهمتها دى؟.

«قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها، فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون» بتشبه على الناس دى؟.. مش كلامهم فيه شبه كبير من كلامك؟

إنت طول عمرك بتشتكى.. شوفت التعليم.. شوفت المواصلات.. شوفت البطالة.. شوفت وشوفت وشوفت؟.. وعملت إيه بعد ما شوفت؟.. إتحركت؟.. إتصرفت؟.. والا البلد دى مش بلدك وواخدها إيجار جديد..أرجوك خليك إيجابى.. أرجوك روح استخرج بطاقتك الانتخابية (آخر ميعاد 31 يناير).. أرجوك أرجوك خلى عندك صوت.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved