عن عزوف الشباب
عمرو حمزاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 21 يناير 2014 - 9:35 ص
بتوقيت القاهرة
عن الشباب يقولون إن عزوفهم عن المشاركة فى الاستفتاء على الوثيقة الدستورية 2013 جاء نظرا لانشغالهم فى المهام الدراسية وامتحانات الجامعات. عن الشباب يقولون إن عزوفهم عن المشاركة رتبه استبعادهم من التمثيل فى المناصب التنفيذية وتهميشهم فى المساحة العامة. عن الشباب يقولون إن عزوفهم عن المشاركة ارتبط بعدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة فى تشكيل مجلس وطنى لهم وإعطائه مظلة حكومية. عن الشباب يقولون إن عزوفهم عن المشاركة تواكب مع التوترات المستمرة التى تصنعها جماعة الإخوان فى الجامعات.
لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأن الدولة والحكومة وجميع المؤسسات الرسمية ألقت بثقلها خلف الرأى الواحد، الموافقة على الوثيقة الدستورية والتى تحولت إلى دليل إثبات للوطنية ومن ثم إلى تجريم معنوى للرأى الآخر، الرفض والتصويت بلا.
لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأن انتهاكات حقوق الإنسان والحريات حاصرته من كل صوب وحدب خلال الأشهر الماضية وترجمت إلى اعتقالات وقمع وعنف ومنع للرأى الآخر وعودة للأمن إلى الجامعات.
لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأن النقاش العام جرى خلال الأشهر الماضية باتجاه الإدانة المعنوية لحراك بعض قطاعات الشباب ــ تحديدا الطلابية، وهو الحراك الذى وإن رفع جزء منه شعارات موالية لجماعة الإخوان لم يقتصر عليها وتجاوزها إلى البحث عن سبل استعادة مسار ديمقراطى حقيقى.
لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأن طموحهم إلى الحرية والإنسانية الذى فجر ثورة يناير 2011 وأبقى الكثير منهم فى ميادين وشوارع مصر للتظاهر وللاحتجاج السلمى خلال السنوات الثلاث الماضية طمسته سياسات وممارسات وأقلام وألسنة خيرت الناس بين الأمن والحرية وأقنعتهم زيفا بأن المصريات والمصريين غير مهيئين للديمقراطية ولا لتجربتها وأن الاستقرار يمثل القيمة الأعلى المرجوة فى بلدنا.
لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأن إعادة إنتاج خطاب «الأمن قبل الحرية» ومقولات «الاستقرار» وللتصويت بنعم على الوثيقة الدستورية أدارتها وجوه يدرك الشباب جيدا فقدانهم للمصداقية إما لارتباطهم العضوى بنظام الرئيس الأسبق مبارك أو لارتباطهم العضوى بالمكون العسكري ــ الأمنى أو لمساومتهم على مبادئ حقوق الإنسان والحريات وتحايلهم عليها.
لم يذهب المسئولون التنفيذيون ولا خبراء السياسة والأحزاب ولا طائفة المتكلمين الإعلاميين إلى أن الشباب عزف عن المشاركة فى الاستفتاء لأنهم مازالوا يبحثون عن بديل لمصر عنوانه العريض هو الديمقراطية وليس احتفاليات خالية من المضمون لتمثيل وتمكين الشباب بمناصب تنفيذية أو بمجالس وطنية.
غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.