كوابيس 25 يناير
محمد عصمت
آخر تحديث:
الثلاثاء 21 يناير 2014 - 9:35 ص
بتوقيت القاهرة
طبقا لتهديدات الإخوان ومن يؤيدهم، نحن على موعد مع حفلات رعب وذعر وهلع يوم السبت المقبل، للاحتفال بمرور ثلاث سنوات على ثورة 25 يناير، أول فقرات هذا الحفل الإخوانى ستبدأ بستة تفجيرات إرهابية تشمل مواقع حيوية تمتد من سيناء إلى القاهرة، قد يتخللها عدة انفجارات بسيطة فى بعض المحافظات تستهدف مواقع شرطية أو أخرى تابعة للجيش، أما الفقرة الكبرى فستكون مفاجاة للجميع وتتمثل فى هجوم مباغت يشنه مئات المسلحين على ميدان رابعة العدوية لاحتلاله من جديد، وإقامة المدينة الإسلامية الفاضلة بين جنباته، حيث وجبات اللحوم تنهال على المعتصمين السلميين، وشيوخ الفتنة يعودون من جديد للخطب النارية فى الميدان لشن الحرب على ثورة يونيو، وبعضهم يحلم بعودة مرسى للحكم، أو إمامته للصلاة بالانبياء، وآخرون يقسمون على أنهم رأوا فى منامهم سيدنا جبريل يتجول وسط المعتصمين، وفريق ثالث سيدعو على الانقلابيين الذين منعوا محمد مرسى من خزائن مصر.. إلى آخر السيناريو الوهمى الذى يحلم قادة الإخوان ان ينتهى أيضا بشكل دموى، لأهداف لم تعد خافية على أحد..!!
بعض الصحف والمواقع الإخبارية التقطت هذه التهديدات، وروت تفاصيل مثيرة تتعلق بعمليات تنسيق بين قيادات الإخوان فى الخارج وبين أجهزة مخابرات أجنبية، تتعلق بالاستعانة بعناصر من تنظيم أنصار بيت المقدس وحركة حماس، لإثارة الشغب فى شوارع القاهرة، فى حين ذكرت صحف أخرى ان أجهزة الأمن تتخذ احتياطات أمن مكثفة وغير مسبوقة لمواجهة هذه المخططات الإخوانية، والتى قد تشمل أيضا محاولة اقتحام السجون لتهريب قادة الاخوان المحبوسين فيها.
أنا شخصيا أرى أن الإخوان الآن فى أضعف حالاتهم السياسية والجماهيرية والتنظيمية، وهم فى هذه الحالة ليس أمامهم سوى طريقين، الأول ــ وهو مستبعد تماما ــ ان يدرك قادة التنظيم من فريق القطبيين وعلى رأسهم بديع والشاطر أنهم لقوا هزيمة مروعة، وأن عليهم الاختفاء من الساحة من اجل لملمة أوضاعهم والتعافى من الجراح التى اصيبوا بها، ودراسة ما حدث لهم بشكل نقدى يتيح لهم العودة مرة أخرى للعمل السياسى بأرضية فكرية جديدة... أما الطريق الثانى، فيتمثل فى استمرارالإخوان فى طريق العنف والعمل السرى وتوثيق العلاقات مع اجهزة مخابرات أجنبية، وتحدى إرادة الشعب المصرى الذى لفظ التنظيم بوضعه الحالى، وهى معركة محكوم فيها على الإخوان بالهزيمة المؤكدة.
المرجعية الفكرية المسيطرة على قادة الإخوان حاليا، تستلهم نموذج سيد قطب فى مواجهة الدولة الكافرة، وهى عقلية لا تتردد فى تنفيذ خطط قطب التى وضعها لمواجهة دولة عبدالناصر بتفجير كبارى ومنشآت والقيام بعمليات اغتيالات، وهو ما يفتح باب التوقعات أمام إقدام الإخوان على التنسيق مع التنظيمات التكفيرية والقيام بعمليات إرهابية، قد نرى بعضها فعلا فى ذكرى ثورة يناير، وقد نرى بعضها فى الأسابيع القادمة.
والمؤكد ان مواجهة هذه المخططات الإخوانية لن يكون فقط بالمواجهات الأمنية، ولكن ببناء دولة الحرية والعدالة الاجتماعية التى تليق بثورتى يناير ويونيو، ليحتفل بها ملايين المصريين بشكل سلمى حضارى، بعيدا عن قنابل الإخوان ورصاصهم وأفكارهم الدموية.