قولوا لى قولًا ليِّنًا

معتز بالله عبد الفتاح
معتز بالله عبد الفتاح

آخر تحديث: الخميس 21 أبريل 2011 - 9:15 ص بتوقيت القاهرة

 نقطتان شخصيتان لهما دلالات عامة.

أولا، لست عضوا فى أى حزب وعندى عزوف أصيل عن أى منصب غير أكاديمى. وأظن أن بلدنا بحاجة لأن يكون بيننا عدد من الناس غير الملتزمين حزبيا. بعبارة أخرى أريد أن أكون جنديا فى سفينة الوطن لاسيما مع وفرة القيادات المخلصة. وبالمناسبة، الجندية شرف كبير لا يقل عن شرف القيادة لمن يعى قيمتهما. يحضرنى كلام رائع للإمام على (كرم الله وجهه)، حين سأله أحد الناس: لماذا كثرت الفتن فى عهدك وعهد عثمان ولم تكن هناك فتن فى عهدى أبى بكر وعمر؟ قال الإمام: لأن على عهدى أبى بكر وعمر كانت الرعية مثلى ومثل عثمان. أم الرعية على عهدى وعهد عثمان، فهى مثلكم». إذن يجوز أن تكون هناك قيادة عظيمة ولكنها محاطة بجنود يريدون الزعامة فنخسر جميعا.

ثانيا، تصلنى رسائل لو وضعتها بجوار بعضها البعض لقلت من المستحيل أن تكون هذه الرسائل موجهة لنفس الشخص. سأركز على التعليقات التى تحمل اتهامات شخصية مثل أننى خنت «دم الشهداء». ولهم أربعة أسباب: الأول، لأننى قلت «نعم» للتعديلات الدستورية مع ظنى بأن هذا كان الطريق الصحيح لأننا لا يمكن أن نضع البلد رهنا بقرارات يتخذها مجلس رئاسى لا أعرف كيف نختاره، ولا أضمن ألا ينشق بعضهم على بعض، وهى عادة مصرية مستقرة. وكان هذا اختيار أغلب المصريين فى الاستفتاء والحمد لله. السبب الثانى، هو أن البعض فهم من كلامى أننى ضد حل الحزب الوطنى، مع أننى قلت صراحة إننى ضد حله بقرار من المجلس العسكرى حتى لا يتحول إلى «حزب شهيد» ويتعاطف معه الناس، وإنما فضلت أن يحل نفسه بنفسه، أو أن يُحل بقرار محكمة، أو أن ينزل الانتخابات ولو الناس لا تريده، فسيطلقون عليه رصاصة الرحمة. والحمد لله أن قرار المحكمة الإدارية وافق ما ظننته خيرا لبلدى. السبب الثالث أن البعض غاضب لأننى كتبت مقالى «آخر عمود فى البيت» رافضا الاعتصام ضد القوات المسلحة لما فى ذلك من أضرار على البلد. ولا أعرف ما هو المغنم الشخصى الذى يمكن أن أحصل عليه من القوات المسلحة التى أريد لها أن تغادر مقاعد السلطة اليوم قبل غد. والسبب الرابع هو رفضى أن تكون هناك محاكمات استثنائية للرئيس السابق ورموزه وأنهم لا بد أن يحاكموا أمام القضاء الطبيعى وهو كفيل بأن يظهر لنا الحق، كى تنتهى إلى الأبد فكرة وجود أشخاص فوق القانون.

أخيرا، لى رجاء لإخوانى المختلفين معى، والله أنا أحب هذا البلد كحبكم له، ولا يوجد عندى حسابات شخصية أو اعتبارات حزبية. فإن صدقتمونى، فأرجوكم قولوا لى قولا لينا مهما كان حجم الاختلاف بيننا لأن الاتهامات والإهانات ثقيلة على النفس مهما كان حسن نية قائليها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved