بطاقة ميدو.. والفلول
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 21 أبريل 2011 - 9:29 ص
بتوقيت القاهرة
<< قصة البطاقة الدولية الخاصة بأحمد حسام ميدو، واحدة من القصص الرياضية التى يلوكها الإعلام بلا توقف، وهى تجسد زمن «الكنافة» فى الرياضة. وهو الزمن الذى ينتصر فيه الغموض والضباب على الوضوح والرؤية، وهو الزمن الذى لا تدرك فيه الحقيقة، حتى لو كانت أمامك، وهو الزمن الذى لا تفهم فيه شيئا من القصة مهما طال الشرح والتفسير.. وكنت قرأت أن الخطأ ليس من الزمالك ولا من اتحاد الكرة ولا من الفيفا، ولا من ميدو طبعا.. فهل من عبقرى يقول لى: الخطأ مسئولية من؟!
قيل إن البطاقة الدولية لميدو لم تصل بسبب ظروف قطع الإنترنت أيام الثورة. فهل ظل الإنترنت مقطوعا حتى أيام مضت..؟!
<< إن حكاية تعطل الإنترنت التى حكيناها للفيفا.. ما هى إلا تكرار لحكاية «الفلات تاير» (التفسير: إصابة يتعرض لها إطار السيارة) التى يرددها الكثيرون أمام أجانب لتبرير عدم احترام مواعيد العمل.. وهناك أصناف أخرى من التبريرات التى يبدعها التنابلة، ومنها وفاة الجدة، ثم وفاة الأجداد، ويعقب ذلك قائمة من حالات الوفاة لتمرير الغياب عن العمل.. وهذا من سلوك الفلول.. وليس الثوار؟
<< وبمناسبة الفلول.. عشنا نحلم بقدرة الشعب على التغيير، حتى قام الشعب بهذا التغيير، فى ثورة ألهمت الشعوب الأخرى.. لكننا جميعا نشعر بالقلق مما يحدث فى قنا ومن تطوراته، ومما حدث ويحدث من اعتداءات على مستشفيات، ومنها مستشفى رأس سدر الذى اقتحمه البدو، بعد وفاة شاب عقب نقله إلى الإسماعيلية، وكذلك حادث مستشفى المطرية.. بخلاف حوادث عنف واعتداءات أخرى، فسرت أحيانا على أنها ضريبة الثورة، وتداعياتها، التى تشبه فوران البركان وما يصحبه من أبخرة ودخان وصهارة، وفسرت تلك الأحداث أيضا على أنها من إخراج الفلول والمستفيدين من النظام السابق.. والتفسيران قد يكونان مقبولين، خاصة أن الثمن الذى دفعه المصريون للثورة كان باهظا، فدماء الشهداء لا تقدر بأى مال أو ثروة.. إلا أن الثورة لا تعنى الفوضى..
<< ولاشك أن الصحافة المستقلة والبرامج الفضائية الشجاعة، والحركات السياسية الجريئة كان لها تأثيرها على عملية تفجير البركان، لكنى أرى هذا الإعلام، يختصر الثورة فى الشباب بينما هى قامت بكل المصريين. كما أن الثورة لا تعنى أن يخاطب هؤلاء الشباب وزراء وقيادات وشخصيات من أعلى، وبلا حساب للكلمة، فهذا الاحترام ليس خضوعا ولا خنوعا.. كما أن هناك قضايا تخصصية سواء اقتصادية أو مهنية أو دستورية تستوجب أن ينصت فيها الشباب لمن يملكون التجربة والخبرة.. فكيف يصمت الكبار أمام تداولات ساذجة من بعض الشباب لقضايا وطنية مصيرية؟!
ما أخشاه أن يتحول النفاق الذى كان للنظام السابق إلى نفاق للثورة وللثوار.. أقول ذلك تاركا التفاصيل إلى حين، وأقول ذلك أيضا وأنا لست من الفلول، وأغضب من «المتحولين المنافقين» ومن كل فلة (بكسر الفاء) ترغب فى سحب المستقبل للماضى!