تضامنوا مع المستضعفين
عمرو حمزاوي
آخر تحديث:
الإثنين 21 أبريل 2014 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
الأعياد الدينية كعيد القيامة المجيد والأعياد الشعبية كشم النسيم فرصة لالتقاط ولو القليل من مشاعر الفرح والحب والود والتعاطف بعيدا عن الآلام والأحزان الكثيرة التى تعصف بنا هذه الأيام، هى أيضا فرصة لتجديد الوعى الشخصى والعام بقطاعات ومجموعات وفئات تعانى أكثر من غيرها وتستحق تضامننا الفعال والمجرد من الهوى والمصالح وضيق الأفق الذى تبتلينا به صراعات سياسة تخلت عن الإنسانية والتوافق.
فقراء مصر، الذين تضع الإحصاءات الرسمية نسبتهم بالقرب من ٣٠ بالمائة وتصل بهم التقديرات غير الحكومية إلى ما فوق ٤٠ بالمائة، يستحقون تضامننا ومطالبتنا بسياسات اقتصادية واجتماعية تعيد لهم الكرامة الإنسانية والفرص فى الحياة والعمل والرعاية الصحية والترقى المجتمعى.
ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان والحريات، من طلاب الجامعات وشباب وصحفيين ومواطنين زج بهم إلى الاعتقال والحبس والسجن، يستحقون تضامننا ودفاعنا عن حقهم فى الحرية وفى محاسبة المتورطين فى الانتهاكات بغض النظر عن هوياتهم ومواقعهم وفى التضامن مع ذويهم وإيصال أصوات غير المعلومين منهم إلى الرأى العام ــ لتسمع بجانب أصوات ذوى أحمد ماهر واحمد دومة ومحمد عادل وعمر حاذق والمستشار الخضيرى وآخرين.
أسر الشهداء والضحايا من العسكريين وعناصر الشرطة المصرية والمدنيين، ضحايا الأعمال الإرهابية والعنف وعنف الأجهزة الرسمية، يستحقون تضامننا وإطلاق المبادرات الأهلية لرعايتهم نفسيا واجتماعيا قبل المساعدة المادية ومناسبات التكريم.
الفلسطينيات والفلسطينيون، من العالقين على معابر قطاع غزة باتجاه مصر فى انتظار إذن بالدخول إلى «الشقيقة الكبرى» مصر أملا فى العلاج أو استئناف التعليم أو زيارة الأهل، يستحقون تضامننا والتنبيه إلى كارثية الخلط بين ضرورة مواجهة الأعمال الإرهابية والعنف فى سيناء وبين التعامل مع فلسطينيى القطاع كأعداء ومصدر أخطار وتهديدات محتملة ترد على الأمن المصرى.
الشعب الفلسطينى على أرض فلسطين التاريخية وفى الشتات، الذى يرى اليوم حقه فى تقرير المصير والدولة المستقلة وعودة اللاجئين يتم التنازل النهائى عنه ومقدساته الدينية الإسلامية والمسيحية يعبث بها والنشاط الاستيطانى الإسرائيلى يسجل أعلى معدلاته الإجرامية منذ سنوات، يستحق تضامننا وممارستنا للضغط الأهلى والعلنى لكى يرتدع من يعتزم التنازل عن حقوق حمتها أجيال متعاقبة من الفلسطينيات والفلسطينيين بدمائهم وتضحياتهم ولكى يستفيق العالم على الإجرام المتواصل فى المسجد الأقصى والإجرام الذى تمثله المستوطنات.
الأسر السورية، التى لجأت إلى مصر هربا من جحيم نظام الأسد وجحيم بعض معارضيه من متطرفين ومذهبيين وطائفيين شوهوا ثورة شعبية عظيمة ويلقى فقراؤهم الأمرين بحثا عن السكن والتعليم والرعاية الصحية والعمل ويعانى الكثير منهم من انتهاكات صارخة للحقوق وللحريات وثقتها منظمات أهلية مختلفة، تستحق تضامننا الفعال بالمساعدة للحصول على حياة كريمة ولائقة وبالدفاع عن حقوقهم وحرياتهم وحمايتهم من الاستغلال. وذات التضامن ضرورى تجاه الشعب السورى فى الداخل المدمر وفى مواطن اللجوء بالبلدان المجاورة له ولنا، فى لبنان والأردن والعراق.
عيد قيامة أكثر إنسانية لنا جميعا، وشم نسيم ببعض لحظات الفرح والحب والود ولو مسروقة.
غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.