رابطة محبي ركوب أتوبيسات القاهرة
غادة عبد العال
آخر تحديث:
الخميس 21 مايو 2009 - 11:11 ص
بتوقيت القاهرة
بالنسبة لأبناء الأقاليم أمثالى المعتادين على الانتقال من طرف محافظتهم للطرف الآخر فى مدة لا تتعدى الساعة، فركوب أتوبيس فى رحلة قصيرة داخل القاهرة هو بمثابة فيلم رعب..
لكن بعد شوية الواحد بيألفه ويتعود عليه ويدرك قيمته الكبيرة فى تشكيل ملامح شخصيته وصهر معدنه وصبه فى قالب يحمل عبارة «صنع فى مصر».. فرحلة واحدة من رحلات أحد الأتوبيسات الحكومية قادرة على أن تثرى جميع جوانب حياتك بلا استثناء..
فمن ناحية الجانب الغذائى، فعربيات السجق والكبدة الموجودة فى المحطة وبائعو الشيكولاتة واللبان داخل الأتوبيس يتيحون لك وجبة متكاملة العناصر الغذائية وبأسعار فى متناول الجميع..
فى الجانب الثقافى مدة الرحلة قد تغريك لإحضار كتاب أو جريدة وربما نزل عليك الوحى فألفت قصيدة أو قصة قصيرة أو رواية ملحمية من 3 أجزاء قد تتحول لفيلم سينمائى يؤلف ويمثل ويعرض وأنت لسه ما وصلتش المحطة بتاعتك..
أما الجانب الرياضى فبين رفع الأثقال إذا كنت من حاملى الشنط والتوازن على قدم واحدة والتعلق فى العارضة المعدنية سابحا فى الفضاء لعدم وجود مكان لقدميك على الأرض كل هذا يؤهلك لمسابقات ألعاب القوى والجمباز والدخول لموسوعة جينيز للأرقام القياسية.. ولا نغفل الجانب العاطفى اللى بتثريه الرحلة بعدة أشكال..
لو أنت محترف أتوبيسات قسم تحرش ياسعدك يا هناك، أما لو كنت أكثر رومانسية فممكن تكون شاهدا على قصة حب قد تكلل بالزواج ولو مشوارك طويل شوية ممكن تشهد ميلاد أول أطفال الزوجين وممكن قوى يسموه على اسمك (ما انت عشرة بقى)...
أما الجانب الصحى بقى فعندك من أول وصفات الركاب بغلى ورق الجوافة ولف صدرك بورق الجرايد.. لغاية خطة الوزارة الرشيدة فى تعويدك على استنشاق خليط غازات العادم اللى هيخليك منيع ضد أى حروب كيميائية ممكن تشن على البلاد فى المستقبل البعيد..
أما عن الجانب الدينى فرحلة الأتوبيس هتقويه عن طريق ختمك للمصحف فى الطريق (قراءة وحفظا وتجويدا) أو إخراج زكاتك للمتسولين أو التفكر فى حكمة الله اللى خلت الناس المبسوطين يبنولهم مطار أنفاق وإنت فوق الأرض تكح تراب..
ويا سلام بقى لو الأتوبيس شاور عقله ونط بيك من فوق كوبرى، كده بقيت شهيد يا عم وضمنت دنيا وآخرة.. والخلاصة هى: ممكن جدا الأتوبيس ما يوصلكش المكان المطلوب فى الميعاد المناسب.. لكن شوف التجربة نفسها بتفيد حياتك أد إيه؟.. ولكل هذه الأسباب فأنا أعلن رسميا الانضمام لرابطة محبى ركوب أتوبيسات القاهرة وهنيئا لنا بركوب الأتوبيسات وهنيئا لركوب الأتوبيسات بينا.