** أول هجمة للأهلى أمام الوداد المغربى كانت فى الدقيقة 83، وعلى مدى زمن المباراة بالكامل لم يهدد بطل الدورى المصرى مرمى الوداد. وكان انعدام التهديد راجعا إلى الدفاع والحذر من جانب الأهلى، لدرجة اختصار ملعب المباراة إلى نصف ملعب. بجانب تكتيك الوداد ذاته، وهو ما أراه قريبا من تكتيك منتخب تونس، ويمثل تغييرا مهما فى أساليب لعب فرق الشمال سواء على ملاعبها أو على ملعب الخصم. فالوداد على الرغم من أنه كان يلعب على أرضه ووسط جمهور غفير من أنصاره إلا أنه لم يندفع فى هجوم مفتوح تاركا مساحات كبيرة فى خطوطه الخلفية تسمح للأهلى بشن هجمات مضادة. وكان هذا التنظيم الدفاعى للوداد من أسباب انعدام هجمات الأهلى، والانعدام هنا كلمة دقيقة من العدم.
** بالطبع كان واردا أن تنتهى المباراة بالتعادل، لكن القاعدة واضحة، ليس كل فريق يدافع يخرج من المباراة بما يريده، إذ عليه أن يعرف ما يريده وأن يستطيع ما يريده. والدفاع الكامل وبخطوط الفريق وتكليف المهاجمين بواجبات دفاعية، جزء من لعبة كرة القدم الجديدة، وتمارسه الفرق الكبرى. ويمكن أن تروا تلك الأساليب فى بعض مباريات كأس القارات والبطولات الأوروبية.. لكن الوجه الآخر للدفاع هو الانطلاق فى هجمات منظمة يتبادل الفريق خلالها الكرة بسرعة ودقة وإتقان ولا يفقدها بسهولة فى ملعب الخصم، وعدم فقد الكرة فى تلك الحالة يكون من مظاهر قوة فريق من عدمه. لكن حين يخسر الفريق الكرة كلما بدأ هجمة ويخسرها بسرعة يكون ذلك دليلا على ضعف الفريق أو إصابته بخلل. وهذا أحد الفروق المهمة بين الأهلى فى المسابقات المحلية وفى بداية الموسم وبين الأهلى فى المسابقة الإفريقية وفى نهاية الموسم. فهو يواجه فى الثانية تكتيكات أقوى وأفضل، وخصم أحسن بدنيا وفنيا مقارنة بالمستويات المحلية.
** سيلعب الأهلى مباراته القادمة مع زاناكو على أرضه بينما يلعب الوداد مع القطن. لكن يبقى فى مباراة الأهلى والوداد أنه فى الأستوديو التحليلى سأل مقدم البرنامج عن التوقعات، فقال وائل جمعة بثقة: أتوقع فوز الأهلى. بينما قال يوسف شيبو بثقة مماثلة: أتوقع فوز الوداد. وكان الأصوب أن يقول كل منهما أتمنى فوز الأهلى أو أتمنى فوز الوداد. فالأمنية فى القلب. والتوقع يجب أن يكون بالعقل. فإذا كان الرد هو التوقع فلابد من سرد الاسباب التى ترجح كفة فريق على آخر، مثل الإنجازات، طريقة اللعب، والدوافع، والتاريخ، والجمهور، وملعب المباراة، والنجوم وأدوات ومفاتيح اللعب وفلسفة المدرب، والنتائج الأخيرة، والأرقام. وبعض هذا أو كله تبنى عليه التوقعات. لكن الأمانى تبدو أحيانا مثل الأغانى ممكنة.. حتى لو كانت مجرد مخاطبة للنفس.