مرتضى منصور.. والسهام المسمومة
محمد عصمت
آخر تحديث:
الثلاثاء 21 يوليه 2015 - 8:50 ص
بتوقيت القاهرة
قد تختلف مع المستشار مرتضى منصور فى الكثير من مواقفه السياسية، أو حتى فيها كلها، وقد لا تعجبك ردوده الحادة على خصومه، وقد يتناقض رأيك مع رأيه فى القضايا العامة، ولكنه كرئيس لنادى الزمالك تستطيع أن تراهن – وفى بطنك بطيخة صيفى – أنه سوف يفوز فى أى انتخابات حرة ونزيهة قادمة بنسبة قد تتعدى 99,999 % إن لم يكن أكثر!
إنجازات الرجل داخل النادى خلال سنة أسطورية، لم يستطع أن يحققها فى 20 سنة أى رئيس نادٍ غيره فى مصر، سواء على المستوى الرياضى أو الاجتماعى أو الترفيهى، ويشهد له بذلك أعداؤه قبل أنصاره، ومع ذلك فإنه يتعرض لحملات تشويه منظمة من لوبى إعلامى معين، بعضه يبحث عن الإثارة وتحقيق مصالح خاصة، وبعضه الآخر ينتمى لأندية منافسة، لترويج انطباعات غير صحيحة عن الرجل، بالتقاط ذلة لسان فى تصريح له هنا أو هناك، ليصوره وكأنه إله الشر الوحيد فى عالمنا المعاصر!
فى آخر فصل من أزمة ملعب مباراة القمة بين الزمالك والأهلى، قبل أن يحلها رئيس الوزراء ابراهيم محلب، تعرض الرجل لشتائم نابية هو وأسرته وناديه من أكثر من 3000 مشجع من الألتراس، خلال تدريب فريق الكرة بملعب مختار التتش بالنادى الأهلى، وبحضور رئيسه محمود طاهر وعدد من أعضاء مجلس إدارته، دون أن يتدخل هو ولا واحد منهم ليطلب من الجمهور التوقف عن هذه البذاءات، التى يجب ألا تتردد داخل نادٍ يرفع شعارات القيم والمبادئ، ومن قبلها تعرض مرتضى لسب علنى فى مجلة النادى الأهلى حيث وصفه أحد محرريها بأنه «كلب يعوى»، دون أن يتدخل طاهر ولا رابطة النقاد الرياضيين داخل نقابة الصحفيين لمعاقبة هذا المحرر، أو حتى تقديم اعتذار لمرتضى، وفى الحالتين كان هذا اللوبى الإعلامى بالمرصاد لمرتضى، حيث تجاهل تماما هذه البذاءات والإساءات التى يتعرض لها رئيس نادى الزمالك، وكأنها لم تحدث أصلا، ودخل فى معارك حامية معه بعد ردوده العنيفة على مجلس طاهر وعلى الألتراس وعلى أحد الصحفيين فى برنامج تليفزيونى.
أنا أعرف جيدا أن هؤلاء الذين سبوا مرتضى فى استاد التتش، هم فى الواقع دخلاء على جماهير النادى الأهلى الواعية، بل دخلاء على تقاليدنا بشكل عام، هم فى الحقيقة صورة من صور الظواهر القبيحة والسوقية، التى انتشرت كالسرطان خلال السنوات الماضية فى مجتمعنا، لكن أن يرضخ رئيس النادى الأهلى لهذا القبح، ولا يقف ضده ولا ينتقده وكأنه يباركه، فإننا فى هذه الحالة نكون قد انحدرنا إلى مستنقع آخر من البؤس والفشل العام فى إدارة أسلوب حياتنا، وجعلها أكثر قبحا ودمامة!
كان الأولى بمحمود طاهر أن يوقف هذه البذاءات التى تسىء للنادى الأهلى أكثر مما تسىء لمرتضى، لكن الرجل لم يفعل، واللوبى الإعلامى إياه – كعادته دائما ــ لم ينتقده ولم يناقش الأزمة بموضوعية أو مهنية، بل وجه كل سهامه المسمومة فى الاتجاه الخاطئ ناحية مرتضى منصور، مع أن طاهر هو المسئول الأول والأخير عن هذه الأزمة بالمشاركة مع اتحاد الكرة، ويكفى أن مرتضى سعى لإيجاد ملعب يرضى عنه الأهلى، وبذل كل طاقته لتمر المباراة ــ كأى مباراة عادية ــ بدون تعصب مقيت ولا بذاءات مرفوضة.
لست صديقا لمرتضى منصور، ولا تربطنى به أى علاقة شخصية، لكنى أجد أنه من الواجب أن أقف بجانبه فى هذه المعركة التى يشنها عليه هذا اللوبى الإعلامى لمحاولة تحطيمه، بدلا من أن ينتقده بموضوعية، ويوجهه لتصحيح الأخطاء وتلافى أوجه القصور، ويوفر له المناخ الصحى الذى يستطيع أن يحقق فيه المزيد من الإنجازات للصالح العام.
هذه المباراة – الأزمة ــ قدمت لنا مثالا حيا لجانب مظلم فى حياتنا، وكشفت لنا أننا نتبنى أحكاما بناء على أنصاف حقائق أحيانا، وعلى أكاذيب أحيانا أخرى، منعتنا من أن نستمتع بمجرد مباراة فى كرة القدم!