الصورة موجعة.. اشطبوه!!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 22 يناير 2015 - 8:05 ص
بتوقيت القاهرة
• إنها صورة مثل طلقة مدفع.. صورة موجعة، وتكشف قدر الفوضى التى تعيشها كرة القدم.. إنها الصورة التى تصدرت غلاف مجلة الأهرام الرياضى، وترى فيها رئيس نادى المنصورة وهو يعتدى على حكم مباراة المنصورة والداخلية، وهو الحكم الذى تم إيقافه لأسباب، فيما لم يأخذ اتحاد الكرة قرارا فوريا ضد إبراهيم مجاهد وفى يده أهم الأسباب.. الاعتداء على حكم رمز العدالة، حتى لو أخطأ فى مباراة. ففى كرة القدم تقع مئات الأخطاء من الحكام يوميا..
• لم أشاهد المباراة للأسف أو لحسن الحظ حتى لا يرتفع ضغط الدم عندى، لكن الصورة كانت أبلغ من ألف عين وألف كاميرا وألف مقال، والموضوع ليس إيقاف رئيس نادى المنصورة، ولكنه أعمق وأخطر وليتكم تفكرون فى عمقه وفى خطورته.. ففى مصر أجيال من الشباب فقدت الثقة فيما حولها، ولأن كرة القدم مشاهَدة ومرئية وساحة للتعبير، فإن تكرار مثل تلك الأحداث والمرور عليها دون موقف، يرسخ عند هذه الأجيال فكرة المجتمع السائل، المائع، الذى لايقدر على اتخاذ قرار.. وهو مايتبع بسلوك من هؤلاء تمتزج فيه الفوضى بالشعارات النبيلة، باعتبار أن هذا العبث يعد من وسائل الفوز بالحقوق..
• طوال ممارستى لهذا المهنة كنت أرفع راية القانون على الجميع، على الكبير قبل الصغير، على الأهلى والزمالك قبل غيرهما، وأرى أن القانون لو طبق بقسوة لفترات سوف يحظى بالاحترام، لكنه حين لايطبق فلن يحظى أبدا بأى احترام أو تصديق.. وقد يكون اتحاد الكرة قرر فعلا إحالة رئيس نادى المنصورة للجنة إلا أن بعض السلوك من الرياضيين أو من غيرهم يتطلب رد فعل فورى وحاسم ليكون رسالة بعيدة عن التثاؤب والإحالة إلى لجنة تحقيق.. ثم تحقيق ليه والصور موجودة والفيديو موجود، والمعتدى عليه موجود، والمعتدى موجود..؟
• نعم طبقتم اللوائح فى موضوع مؤمن زكريا، لأنكم رأيتم القضية فى مؤمن زكريا، بينما القضية أشمل وأهم وأعمق، وهى تلاعب اللاعبين بالأندية، ولأنها حالة تكررت كثيرا طالبت بمعاقبة الجميع، مؤمن، وقمر، ومعروف، على الرغم من الاعتراض على تذكر الأهلى للمخالفة بعد مضى كل هذا الوقت، لكنه حقه فى النهاية مادامت هى مباراة ولعب بالنار.. ولأنكم تتعاملون بالرفق فى الخطأ والأخطار الجسيمة قررتم إيقاف اللاعبين الثلاثة شهرا، وكانوا يستحقون ثلاثة أشهر على الأقل، ليس خروجا عن اللائحة وإنما شعور بالخطر المتكرر والخطأ المتكرر والفوضى البالغة، وعلاج لحالة سيولة مشاهَدة فى ساحات كرة القدم..
• لن أكرر قصص مقارنة وماذا تفعل الدول التى ترى خطرا فى السلوك ومن وراء السلوك، وكيف يتم إيقاف ومعاقبة أهم النجوم وأشهرهم، وأكبر المسئولين واقواهم، دون النظر لمكانتهم وانتماءاتهم وأنديتهم.. والمشكلة أن هذا الضعف فى القرار وفى محاسبة الكبار الذين يتجاوزون بات حالة عامة منذ 30 عاما، بينما يعاقب الصغار والطرف الأضعف بدون لجنة وبدون تحقيق وبدون تثاؤب وبدون انتظار.. اشطبوه.. وفوقوا بأه؟!