وإذا بها فى أحضان سطيف!!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 22 فبراير 2015 - 10:35 ص
بتوقيت القاهرة
•• مبروك وفاق سيطف. هارد لك جدا للأهلى. كانت المباراة مبارزة فيها الندية، والمحاولة ثم المحاولة المضادة.. بعد أن تقدم سطيف بهدفه، انتظرت هدف الأهلى.. نعم انتظرته وتوقعته، فهذا فريق يملك من الإرادة أكثر مما يملك من الحظ، كما قال لى صديق زملكاوى بعد هدف متعب فى الدقيقة الـ 96 أو فى دقيقة ما بعد، ما بعد، ما بعد، الوقت الأصلى.. ليس حظا يا صديقى ولكنه فريق عنده إرادة. ولاحظ أن الأهلى فى الدقائق الأخيرة كان يلعب كرة قدم ويمرر ويتبادل لاعبوه الكرة، لم يلجأ الفريق إلى الأسلوب الشائع والأشهر فى تلك الأحوال: "ارميها يا جدع ".. مجرد كرات طويلة تذهب إلى حائط الدفاع المنافس لترتد، كأنها مباراة أسكواش.
•• بطل هدف الأهلى هو حسين السيد.. فى تمريرته العرضية تجسدت إرادة الكفاح والنضال بشرف حتى النفس الأخير وحتى آخر حبة عرق. لم ييأس حسين السيد وطارد الكرة كما يطارد فريسة. وأودع عماد متعب الكرة بكل سهولة، وقيمة متعب هنا أنه كان فى الموقع الصحيح. ليس كل رأس حربة يكون حيث يجب أن يكون. بعضهم لا يكون حيث يجب أن يكون، وبعضهم لا يكون أصلا..
•• صباح يوم المباراة قلت: الأهلى وسطيف 3×3.. وتحدثت عن الضغوط التى يمكن أن يؤثر سلبا على لاعبى سطيف. والواقع أن الفريق الجزائرى كان أذكى من أن ينفلت تكتيكيا، ويفتح ابواب دفاعاته على مصراعيها، بتأثير الاندفاع بحثا عن التهديف.. وقد لاحت له فرص وكذلك للاهلى ومنها واحدة من سعد سمير، وأظن أنه ظن، أن مرمى سطيف هو مرمى الأهلى فأخرجها!!
•• لم يتأثر لاعبو سطيف بالضغوط، واحترموا قوة الأهلى، ولم يلعب بطل الكونفيدرالية وحامل لقب السوبر مدافعا بطريقة: نموت ويحيا الأهلى.. لقد انتهى زمن هذه الطريقة وهناك من الطرق والأساليب الدفاعية التى تعد بمثابة قاعدة هجومية، فتبدأ الخطة بالامتلاك والتمرير، وتنتهى بجملة أمامية فى المساحة الخالية.. وخسارة الأهلى للبطولة لا يجب أن تحمل على التشكيل وعلى التغيير، وعلى الأمطار، وعلى البرد، وعلى الأعصاب، وعلى جاريدو.. لا شىء من هذا.. ولكنها كرة القدم فكما تفوز تخسر.. والمشكلة حين يكون ميزان هزائمك وانكسارتك أكثر من ميزان انتصاراتك.. ففى تلك الحالة سيكون مصيرك فى نار النقد والنقاد أو ما يسمى بلغة العصر "التقطيع".
•• خسر الأهلى بطولة. وفاز سطيف ببطولة. وهذه هى الرياضة وهذه هى كرة القدم.. فيها من الدراما ما يفوق أفلام حسن الإمام، أو ألفريد هتشكوك. ومرة أخرى أكررها.. يؤكد أساتذة السينما والفن عموما أن الدراما القوية هى التى يتخاصم فيها طرفان على نفس القدر من القوة.. وكانت مباراة السوبر الإفريقى دراما قوية.. مارست فيها الكرة دهاءها، فأخذت حين تنتظر أن تعطى. وأعطت حين ظننت أنها أخذت. وهى دائما سرها فى أنك أحيانا لا تفهمها، وتشك فى نتائجها. وهذا الشك متعة، وقد ذهبت الكأس من الأهلى فى هذه المباراة ثم ظننا أنها عادت للأهلى، أمسكها بيده، شعر بحرارتها، و.. وإذا بها تذهب إلى أحضان سطيف.