المناطق الزرقاء فى العالم
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 22 فبراير 2019 - 11:35 م
بتوقيت القاهرة
أفردت مجلة «National Geonaphic« المصورة عددا خاصا عما يطلق عليه المناطق الزرقاء «Blue zome»، الواقع أن العالم يعرفها مجلة فريدة من نوعها تهتم بجغرافيا العالم وتاريخه. تلعب الصورة فيها دورا أساسيا فلطالما سجلت صورا عبقرية لمناطق اقتحمها مصوروها المحترفون بشجاعة وحرفية لا مثيل لها. تلك المرة لم يحتاج الأمر لجهد كبير فقد كانت الصور عبقرية فى بساطتها وألوانها التى تعلن عن ألوان من البهجة لا يدركها إلا قلب ملؤه الفرح وعقل خال من الهموم.
أكاريا الجزيرة اليونانية فى البحر المتوسط، ورفيقتها أيضا على المتوسط جزيرة سردينيا الإيطالية ثم نيكوى بنسولا من كوستاريكا فلومالندا كاليفورنيا وأخيرا أوكيناوا فى اليابان. خمسة مواقع ساحرة كلها بلا استثناء إما على البحر أو المحيط تعانق فيها زرقة السماء الماء على مرمى البصر، يعيش أهلها فى ألفة تنحسر تماما فى عوالمنا أعواما من الهناء فقد تربو على المائة عام!
تكاد تقدم لدى سكانها الأمراض التى يعانى منها عالمنا الأمرين: السرطان والسكر وارتفاع ضغط الدم. فلا أمراض قلب ولا سكتة دماغية إنما من يودع منهم الحياة يودعها راضيا مرضيا غالبا أثناء خلوده للنوم! عالم بالفعل سحرى ترى صورة كفيلم رومانسى تجرى أحداثه السعيدة وفى الخلفية مناظر ساحرة للبحر والسماء ومساحات من الأشجار خيالية على وقع لحن هادئ بديع.
لولا وجود بشر حقيقيين فى الصور ما صدقت أن ما أراه حقيقة فى عالمنا وإن بعدت بينى وبينهم الشقة.
يحكى التحقيق المصور الطويل كيف يعيش أهل تلك المناطق الزرقاء حياتهم فى سلام فلا حروب ولا إرهاب ولا حتى خلافات بين الناس على أى شىء فلا ظلم ولا مظالم إنما سلام وراحة بال، أى حياة تلك التى يعيشونها بعيدا عما يحدث فى عوالمنا: أين هم من تلوث البيئة والاحتباس الحرارى وثقب الأوزون والأمطار الحمضية؟
لم أترك العدد الخاص من ناشيونال جيوجرافيك إلا بعد الانتهاء منه كأنما هو حلم طال بعد أن غفوت، أهم ما أكده هو أن أهل تلك المناطق الزرقاء يتنفسون الهواء الطلق ويطهون طعامهم داخل بيوتهم ولا يعرفون المطاعم. يتمتعون بألفة العائلة والاجتماع على مائدة واحدة يوميا ويعيشون جماعة الجد والجدة الأم والأب والأحفاد وربما الخالات والعمات والأعمام والأخوال. يتقاسمون الأقدار ويساندون بعضهم البعض إلى آخر الحدود. طعامهم فى أبسط صوره وإن كان لا يفتقد الوصفات التى يتقنونها إلى حد يذهل ضيفهم، نادرا ما يستخدمون السيارات فالمشى طريقتهم دئما للتنقل. لا يحبذون السفر خارج عوالمهم السحرية بل لا يهتمون بمعرفة أخبار العالم على مرمى أبصارهم.
فمجتمعاتهم لا تعترف بعزلة الأشخاص فالكل حاضر فى الصورة والأطفال والبالغون وكبار السن لكل دوره ومكانه.
يسأل فى النهاية صاحب المقال القارئ.. هل يمكنك أن تصنع لنفسك بنفسك منطقتك الزرقاء؟
من يملك شجاعة الرد يا أصدقاء؟