موسم الفشل بجدارة
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الجمعة 23 مارس 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
●إذا صدرت عقوبات على المصرى، ترى فى أى شىء سوف يتحدث الإعلام؟
ــ الإجابة: سوف يستغرق الأمر أسابيع وأيام فى مناقشة مدى ملاءمة تلك العقوبات.. أو فى نقد تلك العقوبات ورفضها.. وهى نفس الدائرة، ونفس الحلقة المفرغة التى يدور فيها الوسط الرياضى، ثم يزيد بإشعال النار بين المصريين بهذا الحديث اليومى الذى يطالب بعقوبات، وبهذا الهجوم المضاد الرافض للعقوبات.. ولاحظ أن الموضوع أمام القضاء، وأننا أحسن ناس نكرر بصوت جهورى متضخم: لا تعليق على القضاء وعلى أحكام القضاء، والجميع لا يتوقف لحظة عن التعليق وإصدار الأحكام على هواه. ياه.. كم أشعر بالإنهاك من تكرار البديهيات ومناقشتها؟
● لقد امتلأت ملاعب الكرة المصرية بالدموع وارتدى اللاعبون شارات الحداد السوداء، ويتعين الآن على المصرى تقبل الواقع بكل قسوته، ففى النهاية وقعت جريمة اغتيال لجماهير فريق كانت فى ضيافته وهى سابقة لم تحدث فى تاريخ كرة القدم فى مصر، وسوف يسجل هذا التاريخ وستروى الحكاية للأجيال القادمة تحت اسم: «كارثة رياضية باستاد المصرى» ولا يمكن أن يفلت أحد أو كيان من كتاب التاريخ.. وفى المقابل يجب أيضا أن يتعامل الأهلى مع العقوبات دون مبالغة، تاركا الأمر لأصحاب الأمر. وحين ننتقد غياب القيادات التى تقود فعلا وتأخذ القرار، فإن علينا أن نقبل بالقرار حين يصدر من تلك القيادات، مع تسجيلنا ألف مرة أن قيمة أى قرار يصدر يكمن فى قوته وتوقيته معا، وهو لا يكون قويا حين يصدر بعد 50 يوما من التثاؤب؟
● وهذا فى المجمل أسوأ ختام لموسم فاشل جدا.. والواقع أنه أسوأ ختام لأسوأ خمسة مواسم فى التاريخ فمنذ سنوات وتحديدا عقب الفوز بكأس الأمم الأفريقية عام 2006، أخذت نشوة البطولة جميع أوساط اللعبة، ولم يبدأ البناء الجاد والحقيقى لكرة القدم، هذا البناء الذى نطالب به منذ عقود، ويتعلق بعناصر اللعبة، وملاعبها، وتسويقها، وإيراداتها، وكيف أنها أصبحت صناعة يجب تنميتها.. وبدلا من تجديد اللعبة وتطويرها والنهوض بها بأقدام هذا الانتصار، شهدت الساحة الارتباك، والتسابق من أجل المصالح، وتضاربت المصالح، ومن أسف جدا غطى كل فوز فى كل بطولة حققها المنتخب على بركان الاحتقان، الذى انفجر مع بداية هذا الموسم فى صور فوضى لا مثيل لها، انتهت بتلك الكارثة.
● كان موسما فاشلا جدا، شهد العديد من أحداث العنف والاقتحام والتجاوز، واختراق النظام العام والقانون العام.. وصنع اتحاد الكرة مهزلة كبرى حين قرر عدم الهبوط، مكرسا بذلك المنهج المغلوط الذى عاشه المجتمع لأكثر من نصف قرن، وهو منح الفاشل مكافأة الناجح، ومنح من لا يملك الحق، حقا لا يستحقه إطلاقا، وكانت تلك صورة مفزعة من صور تغييب العدل والقانون، باستغلال ظاهرة كرة القدم.. وقد قاومنا ذلك وانتقدنا وحذرنا من المخاطر الأخلاقية، حيث يزرع هذا القرار انتهازية يصعب إزالتها مستقبلا، وقد كان، حيث يبدو المشهد الآن أننا أمام لعبة وصناعة ليس لها مستقبل؟
إنه موسم الفشل بجدارة، موسم الفشل دون عناء..!