شحــاتة

غادة عبد العال
غادة عبد العال

آخر تحديث: الأربعاء 22 أبريل 2009 - 7:14 م بتوقيت القاهرة

 لا يا فندم مش هاتكلم عن مدرب المنتخب..ممكن تلاقى أخباره فى صفحة الرياضة..أيوة اللى ع الشمال دى..أما أنا هنا فباتكلم عن الفعل يشحت شحاته فهو شحات..شحات شحاذ متسول..مش هتفرق كتير المهم إن صفة شحات أصبحت تهدد سمعة المصرى فى كل مكان خاصة فى بعض الدول اللى بيقولوا عليها فى نشرة الأخبار شقيقة، رغم إن مواطنيها بيقولوا فينا مالم يقله شوبير فى جوزيه..الصراحة..مش هنقدر نلومهم..لازم نبص الأول لنفسنا..التسول فى بلدنا تحس إنه قرب يبقى هدف قومى بداية من الحملة المصرية العالمية (جيف إت بقشيش) اللى بنقابل بيها السياح حوالين الهرم، واللى بتتزامن معاها محليا الحملة القومية (كل سنة وأنت طيب).

الكناسين فى الشارع..كل سنة وانت طيب..عامل السينما..كل سنة وانت طيب..منادى السيارات..بياعين الكلينيكس فى الإشارات.. الحاجة الساقعة على الكورنيش..المهم إن كل أيام المصرى تحولت لأعياد، مضطر إنه يدّى عديتها للشخص اللى بيقدملوا خدمة أو حتى بيتظاهر إنه بيقدمها.

و رغم إن التسول موجود فى كل أنحاء العالم إلا أن مصر من الدول الرائدة اللى تماشيا مع الأزمة الإقتصادية العالمية اللى خلّت كل صاحب سلعة بيعمل عليها عرض قررت إنها تقدم للعالم منتجنا الجديد الشحاتة + النصب فى عبوة واحدة..يعنى زى الشامبو اتنين فى واحد....من أول المتسول الكلاسيك أبو هدوم مقطعة وشعر ودقن طوال اللى ممكن تشوفه بعد الضهر واخد تاكسى بعشرة جنيه، واللى شايلة طفل رضيع بتقرصه كل تلاتين ثانية عشان يعيط ويحنن قلبك عليه وبعدين ترجع بيتها تلعب مع عيالها بلاى ستيشان، واللى واقف قدام مستشفى وفى عينه نظرة بتقولك هاتجيب جنيه والا أعديك، اللى انت دايما بتستغرب طب ما هو واقف قدام مستشفى مجانى أهه طب مابيدخلش يتعالج جوه ليه؟.. مرورا باللى بيتعمد يعمل لنفسه عاهة عشان يستدر بيها عطف الآخرين وعاهة تفوت ولا حد يموت.. والتطور بتاعهم دلوقتى :الناس اللى بيلفّوا بورق الصم والبكم، واللى بعد ماتدى حد منهم المعلوم هتسمعه بيوصف اللى قاعد جنبك ــ اللى مادفعلوش ــ بمجموعة من الأوصاف اللى أكيد مش هتهمك كتير قصاد إحساسك بإنك أهباااال. واللى ضاعت فلوسه وعايز يروح البلد، واللى وقعت منه كارتونة البيض واتدشت انتهاء بـ «ممكن يا أونكل تشحينلى أكلم بابا ييجى ياخدنى من الدرس» و« ممكن 20 جنيه أفول عربيتى المرسيدس اللى مركونة هناك دى لحسن نسيت محفظتى فى البى إم».. خلطة غريبة وعدد بيؤكد للأسف إن المتسولين هم أكبر منتج قومى يمكن تصديره للخارج.. لكن بصراحة كل واحد فينا مسئول عن اللى بيحصل ده....طبعا فيه فقرا ومحتاجين..و أكيد البلد حالتها الاقتصادية زى الزفت..و من المرجح إن معظمنا فى خلال سنوات هياخد غطس تحت خط الفقر ومش هيقب تانى، لكن كل واحد فينا عارف كويس إن 90% على الأقل من الناس دى مجرد نصابين ومع ذلك بندفعلهم..طمعا فى طريق سهل للجنة، أو طمعا فى رسم صورة (القلب الطيب) قدام النص الحلو..أو زهقا من الزن اللى بيحترفه بعضهم..و لما ناس زى دى تلاقيك بتطلع من جيبك فلوس وتديهم بالسهولة دى..إيه اللى يخللى واحد فيهم يتعب قلبه ويشتغل؟....إنت بتستسهل الجنيه اللى بتدفعه لكن كل جنيه بتدفعه بيعمل 10 من النوعية دى...حملة قومية للقضاء على التسول، أظن حملة إحنا فى حاجة شديدة ليها دلوقت والأفضل إن كل واحد يبدأ بنفسه ممكن مثلا بدل ماتدى المتسول جنيه إديله عنوان جمعية من الجمعيات الأهلية الموثوق فيها اللى انتشرت وبقت كتير..و يا ريت لو تعمل حسابك وتفكر تتبرع للجمعية دى.. يمكن نقدر نحسن شكل البلد وسمعته ونقطع ألسنة البعض الذين يصرون على تسميته ب «بلد الشحاتين».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved