شريف الصفتى
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 22 أبريل 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
لا يخرجنى من دائرة الكآبة والإحباط التى تلتف حولنا جميعا وتحكم قبضتها حول أرواحنا إلا بشارة تمرق كالشهاب تعلن عن وجود إنسان مصرى ينشغل بالعلم وينتصر له. «شريف الصفتى.. نجم مصرى يسطع». لا أدعى ملكية التعبير انما هكذا وصفه العالم فى الشهور القليلة الماضية بعد ان رشحته اليابان لجائزة نوبل رسميا. عالم مصرى تخصصه الناتو تكنولوجى لم يتجاوز الخامسة الأربعين من عمره. يكفى ان تفتح الشبكة الإلكترونية وتكتب اسمه على صفحة جوجل لتنهال العناوين ورءوس الموضوعات والمقابلات التليفزيونية خاصة من تليفزيون اليابان التى تحكى قصته.
أنهى الصفتى دراسة الدكتوراه عام 2000 ليبدأ رحلته أستاذا بقسم الكيمياء جامعة طنطا متفوقا فى دراسة الناتوتكنولوجى إلى أن انتقل لليابان ليعمل باحثا متميزا فى أحد معاهدها المتخصصة NIMS National Institute for Materials Science ولتبدأ فصول قصة من التفوق العلمى. عشر سنوات عاشها الصفتى فى اليابان، كان حصادها خمسة عشر اكتشافا علميا مسجلة باسمه. أهم تلك الاكتشافات وآخرها والذى دفع الحكومة اليابانية لترشيحه رسميا لنيل جائزة نوبل. استطاع الصفتى ان يبتكر طريقة علمية لتنقية المياه من آثار تلوثها بالمواد الإشعاعية، الأمر الذى يحمى اليابان من آثار الكارثة التى أحدثها التسريب لمواد إشعاعية عام 2011 من مفاعل فوكوشيما الذرى.
أكثر من مائة وخمسين بحثا علميا نشرها الصفتى فى دوريات علمية جادة فى مجال الكيمياء خلال تلك السنوات العشر التى عاشها فى اليابان تشهد على فهم واع وإيمان عميق بدور العلم لخدمة المجتمع.
الآن يرأس الصفتى مجموعة بحث علمى مهمتها تطويع تقنية الناتوتكنولوجى بالغة الحداثة لحل مشكلات البيئة كتلك التى هددت اليابان وأعادت إليها هواجس أحداث هيروشيما ونجازاكى والتى مازال الباقون من ضحاياها شهودا على إحدى جرائم العصر.
احتلت أخبار شريف الصفتى واكتشافه الإنسانى العبقرى وسائل إعلام العالم فى إشارة واضحة لأصله المصرى، بينما غابت صورته تماما فى الإعلام المصرى الذى غرق فى طوفان لزج من تفاصيل يومية لأحداث تتكرر يصنعها فارغو الرءوس، عديمو الرؤية، كثيرو الكلام، قليلو الفعل.
احقاقا للحق هناك مقابلة واحدة لإذاعة الشباب مع شريف الصفتى بدا فيها المذيع ثقيل الظل، بالغ الجهل، أدار الحوار من طرف واحد فلم يترك لضيفه فرصة للحديث ولكم ان تتابعوا تعليقات كل من شهد الحوار على (يوتيوب) ابدأوا البحث عن العالم المصرى فنحن فى أمس الحاجة له ولأمثاله لا تتنظروا ان تحتفلوا به بتسلم نوبل بعد ان يفرغ اليابانيون من احتفائهم الأسطورى به والذى سيبدأ بمراسم منحه الجنسية اليابانية والتى يعد الحصول عليها فى الأحوال العادية دربا من الخيال.