سوهاج.. الحلم بلا أجنحة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 22 أبريل 2022 - 8:25 م
بتوقيت القاهرة
تحت عنوان «عودة الروح للوحدات الصحية بسوهاج بعد عقود من الإهمال» نشرت جريدة الأهرام فى ٤/٢١ تحقيقا صحفيا عن بدء الاهتمام بالوحدات الصحية القروية فى سوهاج والتى بقت على حالها لم يمتد التطوير إليها رغم الزيادة السكانية الهائلة التى شهدتها القرى فى العقود الستة الماضية وفقا للتقرير الذى أضاف أنها فقدت قيمتها وتحولت إلى مبان عديمة الفائدة عاجزة عن تقديم الخدمة الطبية للبسطاء من أهل الريف.
يشهد التقرير أنه مع مبادرة حياة كريمة يبدأ الأمر بتطوير ٢٢٠ وحدة قديمة وإنشاء ١٣٨ أخرى جديدة وتجهيزها بالأجهزة الحديثة ودعمها بالكوادر الطبية: ٨٠٠ طيب.
فاجأنى الخبر بتفاصيل تشبه المعجزة خاصة أننى كنت قد طرحت قضية الرعاية الصحية الأساسية فى الريف فى مقال نشر فى ٤ فبراير من هذا العام فى صفحتنا دعوت فيه إلى بدء الحديث عن الوحدات الصحية التى تاهت معالمها فى برامج الصحة القومية فى بلادى والدور المهم الفعال الذى يمكن أن تقوم به والذى من أجله أنشئت والذى تعثر لأسباب كثيرة على مر السنين.
لا أنكر أن سعادتى بالخبر كانت عظيمة لكن تسلل إليها بعض من الشك كخيوط العنكبوت الواهية فى أن الخبر قد يحمل بعض المبالغة لكن الأرقام والأسماء جاءت واضحة تماما صريحة على لسان منسق مشروع حياة كريمة ومحافظ سوهاج.
إجمالى الوحدات الصحية التى تعمل الآن لخدمة أهل محافظة سوهاج ٣٥٨ وحدة بعد أن تم تطويرها وفقا لمنظومة جديدة تتيح لها تأدية كل الخدمات للمبادرات الرئاسية بشكل دائم وهى مبادرات صحة المرأة والاكتشاف المبكر لسرطان الثدى وصحة الأم والجنين ونقص المناعة المكتسب ومبادرة أمراض كبار السن واكتشاف الأمراض المتوارثة المنتقلة من الأم للجنين وفحص ما قبل الزواج والاعتلال الكلوى والالتهاب الكبدى وعلاج ضعف وفقدان السمع عند الأطفال والأنيميا والتقزم لدى أطفال المدارس، بالإضافة لأعمالها العادية من متابعة الحوامل والتطعيمات والطوارئ والكشوف الطبية المختلفة.
سجل التحقيق الصحفى أسماء القرى التى تم فيها تطوير الوحدات الصحية ودخلت بالفعل الخدمة فى محافظة سوهاج.. إنه بلا شك حلم لا يحتاج لأجنحة فقد تحقق بالفعل على أرض الواقع فى محافظة سوهاج ولم يعد هناك أى داع إذن للتحليق!
أعدت قراءة التحقيق أكثر من مرة ربما فاتنى شىء أو تعثرت فى ثغرة لكن الأمر كان بالفعل محكما حتى إن حديث السيد اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج قد شرح أهمية الغرض الذى من أجله تحتم التطوير، كونه يمس خدمة مهمة واستراتيجية تتعلق بكل المواطنين خاصة محدودى الدخل فى عمق الريف.
تحدث أيضا عن دعم الوحدات بالأطباء والتمريض من خلال كليتى الطب والتمريض ومدرسة التمريض بالمحافظة. والتعاقدات والانتدابات بحيث يكون فى كل وحدة صحية من طبيب لأربعة أطباء بمعنى طبيب لخدمة ٥ آلاف نسخة
أعدت قراءة التحقيق للتأكد من الأرقام والتأكيد على نوعية الخدمات المقدمة وبحثت عن العوامل التى تدعم استمرارية هذا المشروع القومى على فرض أنه بالفعل قد تم تنفيذه على أرض الواقع فى سوهاج وأن الحلم تحقق والبداية قوية والاستمرار فيها إن شاء الله مضمونة فقد تهيأت للتجربة كل الظروف التى تضمن نجاحها.
تلك والله تجربة يجب تدارسها فالنجاح لا يأتى صدفة.
دعوت فى مقال سابق لضرورة وجود هيئة قومية لمشروع إعادة النظر فى دور الوحدات الصحية، المشروع الذى لا يختلف اثنان على أهمية إحيائه الآن والذى يتحتم علينا دعمه وتطويره بكل الوسائل سواء جاءت عن طريق الدولة أو المجتمع المدنى.
اليوم أجدد الدعوة: وليبدأ جدول أعمالها بدراسة تجربة سوهاج إذا كان بالفعل كل ما نشر صحيحا وتم على أرض الواقع: كيف انفردت سوهاج بتلك التجربة الفريدة وكيف تمكن فريق العمل العظيم من توفير كل تلك الموارد المادية والبشرية لنجاح مشروع خدمى بالغ الأهمية كذلك الذى تحقق على أرض قراها؟
من تصدى لإزالة العقبات وحل المشكلات وثبت دعائم المشروع ومباشرة العمل فيه وإدارته بالصورة التى تضمن استمراره فى تقديم خدمة الصحة الأساسية للناس؟
أسئلة ربما كانت إجابتها مفتاحا صالحا لفتح بوابة الأمل فى إحياء مشروع قومى بالغ الأهمية يعيد الروح إلى مبدأ العدالة الاجتماعية وحق المواطن المصرى فى حياة كريمة تضمن له الحماية من عذر المرض والحق فى الوقاية والعلاج.