زين الدين زيدان الرسام
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 22 مايو 2017 - 9:40 م
بتوقيت القاهرة
** قبل أسابيع سجلت إعجابى بريال مدريد فى مباراته مع خيخون والتى لعبها الفريق الملكى بتسعة لاعبين احتياطيين وفاز 3/2. ويومها أحرز إيسكو هدف الفوز فى الدقيقة الأخيرة. ولفت النظر كالعادة فى أداء الفرق الأوروبية الكبرى أنه على الرغم من تأخر ريال مدريد، ومواصلته للضغط فى اللحظات الأخيرة من اللقاء، إلا أنه كان يضغط دون عصبية، ويهاجم بتنظيم وليس بعشوائية وبطريقة: «ارمى الكورة قدام»، ويدافع بنفس التنظيم، وليس بطريقة: «نموت ويحيا الريال» ويلعب أيضا بحماس دون توتر. وكذلك يلعب بسرعة دون تسرع!
** فعلها زيدان بتفوق وبجدارة وفاز بلقب الدورى الإسبانى بعد غياب 4 سنوات. وأثبت أنه مدرب له رؤية، كما كان لاعبا موهوبا يرسم تمريراته بقدميه كأنها ريشة رسام. وقد أعجبنى تركيز الريال هذا الموسم. وأعجبتنى سياسة التدوير التى اتبعها زيدان.. فعندما يملك الفريق 25 لاعبا، فإن على مدرب الفريق الذى يشتبك فى عدة بطولات إجراء بعض التغييرات، خاصة أن مواسم كرة القدم وأجندة اللعبة باتت شديدة الازدحام نتيجة أن اللعب الكثير يجنى الكثير من الأرباح.. ولم أسمع زيدان يوما يبرر هزيمة أو خسارة بعدم الانسجام. فاللاعبون يتدربون معا، ويتعايشون معا، وهو يحاضرهم معا.. فلماذا لا ينسجمون.. وإلا ما هى قيمة التدريبات؟
** لم تكن سياسة التدوير التى اتبعها زيدان عشوائية، أو بطريقة «سوزى أو نادية الشهيرة»، فقد لجأ إلى تشكيله الأساسى فى المباريات الفاصلة والحاسمة ولأول مرة فى تاريخ ريال مدريد يدفع مدرب الفريق بكل هذا العدد من اللاعبين خلال موسم واحد..
** إن فوز الريال باللقب، يعنى أن اللاعب الموهوب يمكن أن يكون مدربا موهوبا، وهو ليس فريدا فى إنجازه فقد سبق أن فاز ستة لاعبين فى ريال مدريد بالدورى وهم يدربون الفريق، وهم بيرند شوستر وفيسينتى دل بوسكى وخورخى فالدانو ولويس مولونى وميجيل مينوز.
** يوم 3 يونيو المقبل يواجه الريال منافسه الإيطالى يوفنتوس على لقب دورى الأبطال الأوروبى. والفريقان كلاهما بطل الموسم فى بلاده. وسوف يرى الخبراء والنقاد أن فرصة الريال أفضل، لأن نصف النقاد والخبراء يشجعون الريال، وقد نسوا يوفنتوس أو نسوا الكرة الإيطالية التى أراها عائدة بقوة. ففى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى كانت الكالتشيو نجم أوروبا قبل أن ينافسه البريمييرليج والليجا والبوندزليجا.. ولن يكون اليوفى خصما سهلا أمام الريال. فالمدرسة الإيطالية تدافع بتنظيم رائع وتهاجم بشراسة، وأستاذها الحالى كونتى قدم درسا خاصا للإنجليز مع تشيلسى هذا الموسم.
** أشجع الدورى الإنجليزى، وأحب الكلاسيكو الإسبانى، وأحترم المنتخب الألمانى.. وتأخذنى كرة البرازيل إلى عالم الرقص والموسيقى، ولو كان رقصا مع الذئاب، لأن كرة القدم الأوروبية والعالمية مائدة فيها ما لذ وطاب.. وليس ضروريا أن أختار بين فريقين دائما. فلا أنا من مواليد كتالونيا ولا أنا من مواليد مدريد. كما أنى لست من مواليد الجزيرة ولا من مواليد ميت عقبة.. غريبة دى؟!