بشروا.. ولا تنفروا!
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 22 يونيو 2009 - 9:06 ص
بتوقيت القاهرة
لم يحظ شأن صحى باهتمام إعلامى كالذى حظيت به الإنفلونزا بنوعيها الطيور والخنازير، فقد أسهمت منظمة الصحة العالمية بقدر متجدد من المعلومات ومتابعة دقيقة عن قرب فى توفير قدر من الشفافية أربك العالم كله، خاصة حينما أعلنت أن الإنفلونزا أصبحت وباء عالميا رغم أن الوباء تعريف جغرافى يعلن عن انتشار المرض فى مساحات واسعة إلا أن كلمة وباء تثير الرعب وتستدعى ذكريات أليمة عن اجتياح المرض وضراوة شره، تعاملت حكومات العالم مع الأزمة؛ كل بإمكاناتها، التزمت كل بلاد العالم بالإبلاغ عن كل حالة تم تشخيصها وأتاحت المعلومات عن مصير كل حالة، وكان لها نصيب من تلك المنظومة العالمية فأعلنا عن كل الحالات التى تم تشخيصها من إنفلونزا الطيور والخنازير، أعدمنا الخنازير قبل أن تصل إلينا حالة واحدة قادمة من العالم الخارجى، أثار قرار إعدامها بتلك الصورة القاسية استياء العالم وعكس فهما مضطربا لأصول الوقاية.
انتاب الإعلام المصرى حمى لا تقل خطورة عن الإنفلونزا نفسها فجندت كل وسائل الإعلام ــ خاصة الصحافة اليومية كل ما تملك من وسائل ضغط على القارئ للتوعية الإجبارية بالمرض، لا ننكر أن الوقاية تبدأ بالتوعية لكن المعروف أيضا أن الجرعات الزائدة حتى من الفيتامينات قد تكون قاتلة.
قام الإعلام المصرى بدون تحيز فغطى كل ما يمكن أن يقال عن الخطر القادم وسبل الوقاية منه لكن فى الحقيقة بالغ إلى حد كبير لم يصل إليه الإعلام فى أى مكان، وأظن ذلك أمرا متاحا للمراجعة لكل تلك المحطات العالمية التى وضعت الأمر فى سياق واستخدمت الإعلام لخدمة العلم فنقلت رسالة هادئة واضحة للشأن كله، لا ننكر أن هناك جهدا كبيرا يبذل لكن أخبار نشاطات الدولة فى ذلك المجال طغت على ساحة الرأى الهادفة التى كان لها أن تشرح بلا ترويع.
منها على سبيل المثال لا الحصر حديث المقابر الجماعية الذى أشار إليه السيد وزير الصحة وتناقلته الصحف لتعلن أن «الحكومة الحالية ممثلة فى جهاز استخدامات أراضى الدولة ووزارات الإسكان والبيئة والصحة والزراعة بدأت فى إنشاء مقابر جماعية بمختلف محافظات مصر فى حالة ازدياد الوفيات، وقد صرح السيد عدلى راشد هيكل رئيس لجنة البيئة بالجيزة بأنه قد وقع الاختيار على طريق الفيوم فيما يتعلق بمحافظة الجيزة «لم ينته الخبر ولن ينتهى أثره».. مقابر جماعية فى حالة وباء نسبة وفياته هى نفس نسبة وفيات الإنفلونزا الموسمية!!! لنا الله.