مؤقتًا مع حزب الكنبة

ماجدة خضر
ماجدة خضر

آخر تحديث: السبت 23 يونيو 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

أعجب ما شاهدته على شاشة التليفزيون هذا الحوار الذى جرى مع واحد من المئات الذين نزلوا ميدان التحرير للاحتفال بفوز محمد مرسى يوم الاثنين خلال استباقية الإخوان فى الإعلان عن فوز مرشحهم لقد التقتهم المذيعة لتسألهم عما ينتظرونه من الرئيس القادم وكان تركيزها على من وفدوا من محافظات مصر وأقاصى الصعيد للمشاركة فى الاحتفالية. كان سؤال المذيعة لأحدهم: ماذا تعمل؟ أجاب بتلقائية أنا بلطجى، فوجئت المذيعة قبل أن تسأله من جديد لعلها تتأكد مما سمعته لكنه كرر جملته: أنا بلطجى كنت أقوم بالسرقة والنصب لكنى منذ الثورة قررت التوبة ونمت فى الميدان منذ يوم 25 يناير واستطرد الرجل: لقد طلبت من المحافظ أن يوفر لى كشكا أكسب منه قوت يومى «لكن عارفة المحافظ قالى إيه» ــ موجها كلامه للمذيعة ــ «مفيش أكشاك للمسجلين خطر».. «إزاى هم عايزينا نسرق تانى ويقول الرجل إنه ظل فى الميدان 6 شهور كاملة حتى لا يعود للسرقة وختم كلامه: أطلب من محمد مرسى يوفر أكشاك للمسجلين خطر.

 

انتقل الميكروفون إلى سيدة تحمل طفلا لتقول «جيت من المنيا لأحتفل بالرئيس مرسى اللى عايزاه يطبق الشريعة ويخلى البلد فى أمان ويساعدنى أنى أربى عيالى الأربعة، ويتعلموا تعليم كويس وكمان يرخص الأسعار علشان نعرف ناكل ونعيش». كان اللقاء الثالث مع شاب سوهاجى يطلب تحقيق العدل ويتساءل: مش الثورة شعارها العدالة الاجتماعية احنا عايزينه يحقق العدالة.

 

هذه النماذج البسيطة لم تحتفل بفوز مرسى لشخصه ولا انتماء لحزب الحرية والعدالة ولكنها تتطلع لرئيس ينتشلها من دائرة الفقر ويعمل على تحسين أحوالها المعيشية. رئيس يحميها من مد اليد للسرقة أو للشحاتة بعد أن عاشت عقودا فى ظل نظام فاسد سرق القوت وانتهك الآدمية.

 

المؤكد أن هؤلاء ليس لديهم فكرة عن صراع الإخوان على الاستحواذ ولم يتسرب إليهم القلق من مواقفهم ومحاولات استئثارهم بجميع السلطات على حساب القوى السياسية التى شاركتهم فى الثورة سواء التى دعمت مرسى خوفا من مجىء شفيق أو التى قاطعت وأبطلت صوتها هربا من الثنائية الظالمة التى وضعت فيها وللأسف وبفضل ممارسات الإخوان انضم قطاع كبير من الداعمين والمبطلين والمقاطعين وبرغم اعتراضهم على الإعلان الدستورى المكمل إلى حزب الكنبة مكتفين بمشاهدة انتفاضة الإخوان واحتفالاتهم على شاشات التلفاز، لقد فضلت القوى الثورية المشاهدة بدلا من المشاركة بعد أن عادت لغة الاستعلاء واستعراض القوة لقيادات الجماعة والتى تؤدى فى النهاية إلى المزيد من إقصاء الآخر.

 

مطلوب من جماعة الإخوان ولو مرة واحدة الاعتراف بأخطائها وبأن القوى الثورية هى التى أوصلت مرشحها إلى أعلى مقعد فى الدولة المصرية حتى ولو بصلاحيات منقوصة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved