الوقاية أيضًا فريضة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 22 يونيو 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
لم تبذل السلطات السعودية جهدا فى متابعة الخبر الذى خرج منها هذا الأسبوع فقد تناقلته كل وكالات الأنباء ووصل إلى أسماع كل مسلمى العالم فانتبهوا. العربية السعودية تهيب بالمسلمين أن يؤجلوا أداءهم لفريضة الحج لعامين أو ثلاثة إذ إنهم بصدد مشروع ضخم لتوسعة الأماكن المتاحة للحجيج.
قامت الحكومة السعودية بالفعل من قبل بتجديد الحرم النبوى الشريف حتى إن الذى تولى تلك المهمة العظيمة مهندس مصرى نابه. ولكن هل هذا حقا هو السبب الحقيقى الذى تدعو السعودية مسلمى العالم لتأجيل حج هذا العام من أجله؟
فى عالم أصبح قرية صغيرة بعد ثورة الاتصالات والمعلومات التى شهدها هذا العصر لا يخفى على أحد أنباء ذلك الفيروس الضارى: فيروس الكورونا الذى اغتال حتى الآن أرواح ثلاثة وثلاثين إنسانا من أصل ثلاث وخمسين إصابة تم تأكيدها معمليا كلها تعود إما لمواطنين من الشرق الأوسط أو مروا به خاصة الخليج العربى والمملكة العربية السعودية على الأخص.
كادت العربية السعودية فى البداية تقع فى ذات الخطأ الذى وقعت فيه الصين عام 2003 حينما أخفت نبأ الوباء الذى تهددها لكن الهيئات العالمية تدخلت وتكاتفت جهود عالمية لمحاصرة وباء السارس بعد أن تسبب فى وفاة سبعمائة وخمسة وسبعين إنسانا بالالتهاب الرئوى الوخيم.
بدأت السعودية بأن أنهت تعاقد الطبيب المصرى أستاذ الميكروبيولوجى الذى اكتشف الفيروس القاتل شبيه السارس كأنما بذلك تخلصت من نذر الخطر. لكن النار التى ظلت تحت الرماد كان لها أن تؤكد أن الخطر ما زال يخرج من هناك وان وجود الصحراء المترامية الأطراف لا يبرر أن ندفن فيها الرءوس.
تعددت الإصابات بالالتهاب الرئوى الذى قد يعقبه الفشل الكلوى لتأتى النهاية فلا علاج ناجحا ولا لقاح وافيا ولا حتى معرفة كاملة بهوية الفيروس الذى تقف حدود المعلومات المتاحة عند أنه عضو فى عائلة صغيرة منها ما يسبب نوبات البرد العادية ومنها السارس. كيف تنتقل العدوى؟ هل تنتقل من إنسان لإنسان؟ هل للحيوان دور فى نقل العدوى؟ أى حيوان إذن إذا كان هناك دور بالفعل؟ بدأت السعودية فى الكشف عن الحالات المصابة لديها وسجل الوفيات فلا شك أنها فى موقف لا تحسد عليه. بدت مظاهر تعاونها مع المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية كذلك مركز الأبحاث العلمية خاصة فى بريطانيا.
توقعت أن يظهر اسم الدكتور على زكى مكتشف الفيروس بين الأسماء التى تسجل للفيروس الضارى MERS (التسمية الجديدة) تاريخا حيث أنه لا تاريخ له إنما يتم رصده للمرة الأولى. حينما لم أتبين وجوده هاتفته لأجده فى القاهرة يواصل عمله فى هدوء تراسله كل مراكز البحث الأجنبية بينما يغيب اسمه تماما فى الجانب السعودى.
ما كان يضير السعودية أبدا أن تعلن عن قلقها العميق بشأن توافد المسلمين على الأراضى المقدسة لأداء الحج والعمرة تحت مظلة خطر يتهددهم، فالوقاية لأرواح الناس والحفاظ عليها فريضة ربما كانت لدى الله عز وجل أحب وأقرب إلى رضاه.