تحليل: ما ربحته إسرائيل من الاتفاق التركى وما يعنيه للمنطقة


نافذة

آخر تحديث: الإثنين 22 أغسطس 2016 - 9:05 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة جيروزاليم مقالا للصحفى «يوسى ميلمان» يتحدث فيه عن عودة العلاقات التركية الإسرائيلية، مستشعرا أن إسرائيل هى الرابح من تلك الاتفاقية التى وقعت أخيرا بعد التأجيل الذى دام طويلا.
يقول ميلمان، بالإشارة للاتفاق أن إسرائيل لم توافق فى النهاية على الطلب التركى بأن تنقل البضائع مباشرة إلى غزة دون إشراف إسرائيل، وعلى الرغم من التزام تركيا بإزالة مقر حماس ونشطائه من أراضيها إلا أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشك فى ذلك. إضافة لذلك فإن البرلمان التركى يعمل على تمرير تشريع لإلغاء الدعوة القضائية التى كانت مرفوعة ضد ضباط وجنود الجيش الإسرائيلى الذين شاركوا فى حادث مرمرة، والذى قتل فيه نحو 10 مواطنين أتراك بسبب هجوم القوات الخاصة الإسرائيلية. ووفقا لهذا القانون لن يكون من حق المواطنين الأتراك بعد ذلك رفع دعوى قضائية مماثلة.
يضيف الكاتب أن الانجازات التركية أيضا مدعية للفخر. فقد اعتذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن حادثة وقعت منذ ست سنوات. وفى خلال ثلاثة أسابيع ستقوم إسرائيل بتحويل مبلغ 21 مليون دولار للتمويل الحقوقى، والذى ستوزعه الحكومة التركية على عائلات ضحايا الحادثة، كما أن كلتا الدولتين سوف تعيدان تعين سفيريهما فى السفارات، وسوف تعاد العلاقات الدبلوماسية وهى خطوة جيدة وإن كانت رمزية، أما فيما يخص العلاقات الاقتصادية، فالعلاقة بين البلدين كانت جارية خلال الست سنوات السابقة بل وزادت معدلات التجارة بينهما أيضا.
وينتقل ميلمان إلى سياسة تركيا فيقول إن رجب طيب أردوغان كان يدعم داعش سرا من خلال شراء النفط من المنظمة وكان يسمح بتهريب السلاح، كما سمحت تركيا لأنصار داعش الإرهابيين القادمين من كل من أوروبا وروسيا والصين وجنوب شرق آسيا بالمرور عبر حدودها فى طريقهم لمواقع القتال. وعلى الجانب الآخر، سمحت تركيا وساعدت اللاجئين وخاصة من سوريا أن يتسللوا إلى أوروبا وهو ما قوض العلاقات بينها وبين الاتحاد الأوروبى.
يرى ميلمان أن تركيا قد تغيرت كثيرا فى السنوات القليلة الماضية، فمن خلال اتباعها سياسة خارجية فاشلة وجدت نفسها معزولة عن جيرانها مثل سوريا والعراق والأكراد وروسيا. ولذا ينظر أردوغان فى التصالح مع روسيا وإعادة العلاقات مع إيران التى تدعم نظام بشار الأسد السورى. فتركيا الآن لها منطق مختلف، ولم تعد تطالب الأسد بالتنازل عن السلطة، وإنما تؤكد الآن على ضرورة أن تستعيد سوريا كرامتها وتكاملها وأن يتوقف الأكراد عن بناء دولتهم. ومع ذلك فإن على إسرائيل أن تستمر فى التعامل بمنطق الاحترام الحذر مع تركيا، خاصة أن أردوغان سيستمر فى دعم حماس ومن المشكوك فيه أن يوافق جهاز المخابرات التركى على إعادة الروابط مع الموساد. أما بشأن احتمالية عودة تركيا لسوق السلاح الإسرائيلى فهى مبهمة، على الرغم من أن أنقرة قد لا تتردد فى شراء الطيارات بدون طيار الإسرائيلية لتستخدمها فى حربها ضد الأكراد.
ويختتم ميلمان قائلا إن الولايات المتحدة الأمريكية قد حثت إسرائيل كثيرا على توقيع المصالحة، ولكن عقب الانقلاب التركى الأخير، ساءت العلاقات بين أنقرة وواشنطن بسبب رفض الولايات المتحدة تسليم عدو أردوغان الأول «فتح الله جولن» والذى يتهمه أردوغان بالتخطيط للانقلاب. ولكن الأهم من كل ذلك أن إسرائيل لا تريد أن تكون جزءا من الجهود الروسية لإقامة تحالف جديد فى الشرق الأوسط لطرد الولايات المتحدة. ومع ذلك فواشنطن غير راضية عن تعامل نتنياهو المتزايد مع فلاديمير بوتين، حيث زاره أربع مرات فى العام السابق، فهى غير مقتنعة أن العلاقات بينهما قائمة فقط للتنسيق ومنع الحوادث بين القوات الجوية التى تطير فوق سوريا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved