التدريب الذهنى.. والقوة الذهنية
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 22 أغسطس 2019 - 11:00 م
بتوقيت القاهرة
** بدعوة من رئيس قطاع الرياضة ومدير مشروعات التطوير الرياضى فى أندية وادى دجلة حضرت محاضرة عن «التدريب الذهنى». وإذا كانت هناك فروق بيننا وبين العالم فإن أحد أهم الفروق هو القوة الذهنية لدى الرياضيين الأوروبيين والأمريكيين.
** امتلأت القاعة بأعضاء النادى، وأولياء الأمور.. وبدأت الخبيرة سلمى قون، وهى مصرية ألمانية، بمشهد متعمد، لكنه بدا للوهلة الأولى غير مقصود، حين أخذت تبحث عن شىء ما لمدة دقيقة ونصف الدقيقة، قبل أن تسأل الحضور: كيف رأيتم ما حدث؟ وكانت الإجابات: ارتباك.. عدم ثقة.. عدم تحضير.. عدم تركيز.. ومن هنا بدأت سلمى محاضرتها.
** المضمون يقول إن الرياضى يمكن أن يتدرب جيدا، ويؤدى برنامجه بإتقان ودقة، لكنه فى مستوى المنافسة لا يؤدى بالشكل الأمثل ووفقا لما قام به من تدريبات. ومن أسباب ذلك إصابته بالخوف وعدم الثقة، وفقدان التركيز والشك فيما يمكن أن يحققه، والضغط العصبى والذكريات السيئة.
** إن بعض الرياضيين قادرون على التدريب أكثر مما يطلب منهم وغيرهم لا يستطيع؟ والرياضيون والمدربون يعرفون أن القدرة الجسمانية يمكن أن تساعد الرياضى، ولكن التدريب الذهنى يمكن أن يجعله يصل إلى القمة. والتدريب الذهنى يساعد على تحسين الأداء الرياضى بتعلم السيطرة على العقل وتنمية وتعزيز الثقة بالنفس وتحديد الأهداف من خلال تفكير عقلى إيجابى، وحديث ايجابى للذات. والتدريب الذهنى مهم لجميع الرياضيين لأنه يقوى من قدرتهم على التعلم، والاستيعاب والتحمل كما أن وجود مهارات ذهنية قوية تسمح للرياضى التعامل بشكل أفضل مع مواقف المنافسة، والتعامل أفضل مع خصمه فى المنافسة ومواجهة المواقف الصعبة والأزمات وذلك حين يكون مالكا للقوة الذهنية والعزم والثقة والسيطرة.
** الثبات الانفعالى جزء من القوة الذهنية للرياضى، والقوة الذهنية يصل إليها الرياضى بالتدريب الذهنى. وقد ضربت المحاضرة سلمى قون مثالا بموقف للاعبة التنس الأمريكية سيرينا ويليامز، وأضيف الآن مواقف لسيرينا تدل على قوتها الذهنية، ففى بطولة أستراليا عام 2003، كانت سيرينا على وشك الخروج من البطولة فى الدور قبل النهائى. وبدلا من الاستسلام للهزيمة، اقتنصت نقطتين ثمينتين من منافستها كيم كلايسترز، وحسمت الموقف لصالحها. وفى البطولة نفسها عام 2005، وقبلها فى بطولة الصين 2004 وفى ويمبلدون 2009، استطاعت ويليامز أن تستجمع قوتها وتنتزع الفوز من منافساتها قبل أن تحرز النقطة الحاسمة فى المباراة. وقد بدا فى كل مرة أن الضغوط الشديدة تزيد من قوة تركيزها وتقودها للفوز.. وقد قالت سيرينا ويليامز لمجلة «سبورتس إيلاستريتد» الأمريكية فى عام 2015: «لولا العقل، والعقل وحده، لما تمكنت من الفوز فى أغلب المباريات التى خضتها.
** إن القوة الذهنية كانت وراء فوز الدنمارك بكأس الأمم الأوروبية 1992 وفوز اليونان فى 2004، وضياع التركيز بسبب الضغوط والخوف وراء هزيمة البرازيل فى مونديال فرنسا 1998، وهزيمة البرازيل بالسبعة أمام ألمانيا فى مونديال 2014، وغياب الثبات الانفعالى بسبب ضغوط الإعلام وراء عدم فوز منتخب الأسود الثلاثة بأى بطولة منذ 1966.
** وأذكر أنى كنت أجلس بجوار دكتور حسن مصطفى فى دورة أثينا الأولمبية 2004 نتابع نهلة رمضان بطلة رفع الأثقال وقلت له: نهلة لن تحقق شيئا.. بسبب توترها وبالفعل لم تنجح. مع أنها كانت فازت بذهبية بطولة البحر المتوسط وبطولة العالم للناشئين مرتين على التوالى. لم تنجح بسبب الضغوط الإعلامية أيامها ولأنها لم تكن مدربة ذهنيا جيدا ولا تملك القوة الذهنية.
** هذا موضوع مهم للغاية.. يستحق عناية كل من يهتم بالحركة الرياضية المصرية ويعتمد على العلم..