هذا ما أصاب كرة القدم
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 22 سبتمبر 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
●● صورة الشاب الصغير عضو وايت نايتس وهو يحمل فرد خرطوش، وفوق ظهره حقيبة مدرسية لا تعرف ماذا بها. صورة هذا الشاب مفزعة. فما الذى يدعوه كمشجع ومحب لناد أن يحمل سلاحا؟ هل كان متوجها فى تجمع بصدد التعبير عن رأيه أم أنه كان ضمن مجموعة متوجهة للاعتداء وقد رسمت خطتها على ذلك؟.. هذا مشهد مريب وغريب يذكرنا بالطرف الثالث الذى ينتهز كل مظاهرة أو تجمع للصيد فى المياه العكرة بخسة بالغة..!
●● كانت محاولة اقتحام نادى الزمالك من جانب وايت نايتس لاتبرر بأى سبب، ومن يوافق على ذلك يرتكب جريمة ضد المجتمع، فلا هو الانتماء ولا الحب ولا الشجاعة ولا الإصلاح ولا النتائج السيئة ولا سوء الإدارة وهى كلها معلقات قديمة فى ميت عقبة.. فإدارة الزمالك فيها سلبيات وأخطاء منذ سنوات، ولكن ما حدث من وايت نايتس هو عنف وفوضى، ومن الوارد أن يخسر الزمالك مباريات وبطولات أخرى حتى لو تغير كل أعضاء المجلس، فماذا سيكون رد الفعل عند هؤلاء الشباب.. ثم أن مسئولية تغيير المجلس من حق أعضاء الجمعية العمومية فقط..
●● ولو كانت المواقف الإصلاحية فى شتى مناحى الحياة أو فى ملاعب الرياضة تعالج بالاقتحام والعنف لما استمرت الحياة. ثم أن هذا الموقف من جانب وايت نايتس كان بعيدا عن الوطنية بالمعنى الحرفى للكلمة فى بلد يقاوم الإرهاب الأسود، وتحتاج قوات أمنه إلى التركيز والدعم.
●● ألتراس الأهلى أيضا وجه السباب للاعبين فى المران لمجرد عدم الرد على تحيتهم. وتطور إلى اعتداء لفظى واشتباك مع لاعبى الفريق وهم يغادرون إلى جنوب إفريقيا.. وهو أمر غير مفهوم أن تحاول مجموعة لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من جماهير الأهلى العريضة فرض سطوتها ورأيها على الفريق. وليس صحيحا أن الأهلى يفوز بتشجيع الألتراس وحده، فقد فاز الفريق بدون وجودهم فى الفترة الأخيرة وفاز بأكثر من مائة بطولة فى مائة عام قبل أن تولد فكرة الألتراس.. وليس صحيحا أن مؤازرة الفريق يمنح الألتراس حق فرض الوصاية والسيطرة. فالذى يحب فريقا لا ينتظر المقابل ولو كان فرض الرأى والقيادة واحتكار التشجيع فلا سلطان لكم على النادى ولن يكون لكم هذا السلطان لأن الأهلى ملك جماهيره الغفيرة فى مصر كلها وفى محيطها العربى.. وأسفى شديد على شباب يتجاوز ويسلب من ناديه ولا يضيف إلى ناديه.. والفكرة التى بدأت جميلة فى عام 2007 باتت عبئا على الرياضة وعلى كرة القدم وعلى حياتنا.. وعلى أمن الناس وأمانهم؟
●● ما جنته كرة القدم من جماعات الألتراس هو التوقف واغتيال النشاط وحرمان الملايين من متعة الترويح، وغياب بهجة الحضور الجماهيرى والاحتشاد بالآلاف فى المدرجات.. وكان من أسوأ الآثار هو حادث استاد بورسعيد. وهو كان مؤامرة بالتأكيد، لكن تلك المؤامرة وجدت التربة الخصبة والفرصة أمامها.. وجدت الاحتقان الناتج عن سنوات وعن أحداث عنف بين تلك الروابط والجماعات، كى تصاغ المؤامرة التى أسفرت عن اغتيال شباب فى عمر الزهور واغتيال كرة القدم!
●● إن العنف خروج على القانون وهو أمر مرفوض.. والانتماء والولاء والحب لفريق لا يمنح أى مجموعة أو جماعة حق فرض السيطرة والقيادة والامتلاك أو الظن بهذا كله!