جرائم غريبة
سامح فوزي
آخر تحديث:
الثلاثاء 22 سبتمبر 2020 - 9:35 م
بتوقيت القاهرة
هناك نوعية من الجرائم الغريبة التى بدأت تغزو المجتمع المصرى، منها ما حدث من شاب ألقى رجلا متقدما فى السن فى ترعة، لتصوير المشهد، وإطلاقه على الفضاء الإلكترونى. هذا الحادث الشاذ هو من نمط أحداث نجدها فى دول أخرى، فقد أشارت صحيفة «ديلى ميل» منذ أسابيع فى تحقيق صحفى مهم إلى التأثير السلبى للفضاء الالكترونى الذى يدفع الشباب وصغار السن إلى ارتكاب جرائم سواء فى حق الآخرين أو تجاه أنفسهم. وكلما زاد الاعتماد على الفضاء الالكترونى، زادت مخاطر التعرض إلى معلومات أو صور أو مشاهد أو أفكار ضارة.
فى دراسة حديثة عن خطابات الكراهية التى تبث على وسائل التواصل الاجتماعى، أشارت إلى أن التفرقة بين الخطابات الضارة تبدو صعبة فى كثير من الأحيان، فمثلا قد يكون من اليسير التعرف على موقع اباحى، وبيان خطورته، ولكن من الصعب إدراك خطابات الكراهية التى تنساب بين ثنايا سطور مقالات أو تغطية صحفية منشورة على موقع الكترونى.
إذن ليست كل الخطابات الالكترونية ظاهرة فى مراميها، واضحة فى أسبابها. وإذا كان الجيل الشاب أكثر ارتباطا بالعالم الافتراضى، فإنه تزداد خطورة تأثير المواد السلبية التى تحويها المواقع الالكترونية أو المواد الفيلمية التى تبث عليها.
إن النوعية الجديدة من الجرائم التى يظهر فيها التأثير الالكترونى تشكل مسارا جديدا ينبغى التنبه إليه، وهو ما يلقى اهتمام الدول المتقدمة. وبالطبع فإن التصدى للتأثيرات السلبية ليست بالأحاديث النظرية، ولكن بالإجراءات الجادة، أبرزها إيجاد مراصد دائمة تتبع، وتكشف المواد السلبية التى تحويها المواد الالكترونية، وإيجاد روابط مجتمعية تهتم بهذا الشأن، وتتحدث بصوت عال عن أية مواد تحث على الكراهية أو العنف أو السلوكيات الشاذة، وملاحقة من يبثها قانونا. وفى رأيى فإن أهم أدوات المواجهة هى تربية الأجيال الشابة على التفكير النقدى، الذى يٌسمح لهم بحسن الاختيار كلما ازداد العالم الالكترونى تمددا، واستغراقا لكل مظاهر الحياة. نريد أجيالا شابة لا تتبع الرسائل الإعلامية التى تتلقاها دون تفكير أو إدراك، ولكن تمتلك النظرة النقدية الفاحصة التى تتيح لها الفهم الجيد للأمور، والتفرقة بين سيئ الأشياء وخيرها.