غيوم فى سماء ليفربول!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 22 أكتوبر 2020 - 8:45 م
بتوقيت القاهرة
** عندما سافر ليفربول إلى هولندا عام 1966 من القرن الماضى ليلعب مع أياكس فى كاس أوروبا كان الضباب الكثيف يغطى العاصمة الهولندية، ويومها خسر الفريق الإنجليزى 1/6.. وهذه المرة سافر ليفربول إلى هولندا للقاء أياكس، والغيوم والسحب تحيط ببطل إنجلترا، بسبب الإصابات والغيابات، وكذلك لعدم قدرته على تحقيق أى فوز فى آخر ثلاث مباريات خاضها بمختلف المسابقات، عقب خروجه من بطولة كأس رابطة الأندية المحترفة أمام آرسنال بركلات الترجيح، قبل أن يصاب بخسارة فادحة 2 / 7 أمام أستون فيلا بالدورى الإنجليزى، ثم التعادل 2 / 2 مع أيفرتون.
** قدم ليفربول واحدا من أسوأ أشواطه، وكان الشوط الأول، أمام أياكس، وجرى تفسير ذلك بعدم قدرة الفريق على تعويض غياب فان دايك، الذى سيغيب طويلا، وعدم القدرة على تعويض غياب جويل ماتيب وتياجو الكانتارا.. فهل يمكن أن يكون هذا الغياب سببا مباشرا لأداء ليفربول الذى فاز بهدف سجله خطأ فى مرماه الأرجنتينى نيكولاس تاجليافيكو مدافع أياكس؟!
جاء الهدف عندما سدد ساديو مانى كرة قوية قاصدا المرمى لكنها مضت عرضية، واصطدمت فى جسد تاجليافيكو وأصابت مرماه، وربما هذا ما قصده يورجين كلوب حين قال: «من الغباء ألا يظن أحد أننا كنا فى أشد الحاجة إلى بعض الحظ فى هذه المباراة»..!
** تفاوتت درجات لاعبى ليفربول فى صحف إنجلترا، لاسيما الميرور، والإندبندنت، وإكسبريس، وحصل صلاح فى متوسط الدرجات على 6 من عشرة تقريبا، وكانت درجات اللاعبين جميعا أعلى مما ظننت أنهم يستحقون بكثير إزاء هذا الأداء الذى فقد خلاله ليفربول قدراته الجماعية والهجومية فلا تسديدة من صلاح تمنحه تلك الدرجات ولا جهد فيرمينيو يمنحه 6 من عشرة ولا تسديدة مانى التى ضلت طريقها تستحق 7 من عشرة، ولكن كان هناك إجماع على أن البرازيلى فابينيو هو رجل المباراة، ونجمها الأول من الطرفين وحصل على 9 من عشرة مرة و8 من عشرة مرة.
** هل يصاب الفريق القوى بحالة ضعف لغياب لاعب أو لاعبين؟ وما هى معايير قوة أى فريق وتحديدا ليفربول؟
** ليونيل ميسى هو اللاعب الوحيد فى كوكب كرة القدم الذى يؤثر غيابه سلبيا على فريقه برشلونة، لأنه صاحب مهارات ساحرة وهو لاعب سوبر بقدميه وقدراته فى التحكم بالكرة، ومع ذلك حين ضعفت سرعته وقدراته ضعف برشلونة حتى وهو يلعب، بينما غريمه رونالدو سبق وغاب عن يوفنتوس، وربما تأثرت القوة الهجومية للفريق، ولا شك فى ذلك، لكن يوفنتوس لا يصاب بحالة ضعف عامة إذا غاب. بينما كان ليفربول بمعايير الأداء الذى قدمه فى السنوات الأخيرة أضعف كثيرا أمام أياكس، فالترابط وحركة الفريق الجماعية دفاعا وهجوما والضغط العالى كان غائبا، هل كان ذلك لغياب فان دايك وألكانتارا وماتيب مثلا؟
** فى الشوط الثانى أجرى يورجين كلوب تغييرات رفعت من كفاءة الجهد البدنى للفريق بإشراك جوتا ومينامينو وشاكيرى (صاحب الوزن الزائد) وهندرسون فيما أخرج صلاح وفيرمينيو ومانى ثلاثى الهجوم الرهيب، وكان مانى أصيب فى ركبته، لكنها مرة من المرات النادرة التى يسحب فيها كلوب هذا الثلاثى المميز دفعه واحدة.
** المهم أن الفرق الكبيرة قد تمر بظروف ضعف لارتفاع معدلات السن، أو لاستهلاك اللاعبين، لكن الغيابات فى الفرق القوية والكبرى لا تؤثر لدرجة إضعاف الفريق. قد يكون التأثير سلبيا فى مركز، فى عنصر، فى واجب، فى مهمه، فى دور. لكنه إذا أصاب الفريق كله بالضعف.. فهو ليس فريقا قويا.. تذكروا ذلك!