كوفيد - 19 سؤال بحاجة لإجابة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 22 أكتوبر 2021 - 8:25 م
بتوقيت القاهرة
ما زالت جائحة عدوى كوفيدـ١٩ تلقى بظل قاتم على حياة كل البشر فى عالمنا. تختلف مظاهر الحياة وسلوكيات الناس باختلاف الأوطان والمدن وسياسات الحكومات لكن يظل الشعور بالخوف من القادم هو المسيطر على النفوس والرعب مما قد تتطور إليه الأحداث احتمال وارد يدفع الإنسان للشك فى الإجراءات المختلفة التى تطبق. تظل تساؤلات كثيرة معلقة فوق الرءوس خاصة فيما يتعلق بأمر اللقاحات.
أجمل فصول السنة فى كندا هو الخريف حينما يذهلك ذلك الجمال الآسر لألوان أوراق الشجر العملاقة التى تجعل من مونتريال واحدة من أكثر مدن العالم تمتعا بمساحات شاسعة من الخضرة الوارفة. يذهلك تداخل الألوان التى تبدأ بالأخضر مرورا بالأصفر والبرتقالى والأحمر حتى الأسود لكن كل هذا الجمال وإن ظل باقيا إلا أنه من السهل أن يلحظ الزائر لمونتريال بعد غياب أن هناك أمرا جوهريا قد تغير: غياب الناس عن تلك الأماكن التى اعتادوا ارتيادها دائما فى عطلات نهاية الأسبوع كالمتنزهات العامة والحدائق بل يمتد الأمر أيضا إلى مراكز التسوق العديدة التى فيها أغلقت الكثير من المحلات التى لم تصمد فى مواجهة الكساد. كيف يواجه الكنديون الأزمة وما أوجه الشبه والاختلاف بيننا نحن المصريين وبينهم؟ كان هذا هو السؤال الذى يطرح نفسه دائما وبإلحاح ويدفعنى للبحث عن إجابات منذ لحظة وصولى إلى مونتريال المدينة التى عشت فيها سنوات طويلة وما زال لى فيها من الذكريات والأصدقاء وزملاء المهنة ما يدفعنى لافتقادها دائما.
أول الإجابات التى حصلت عليها جاءت ردا على أهم الأسئلة التى حيرتنى قبل وصولى: لماذا كانت نسبة الوفيات بين الأطباء فى مصر أعلى نسبة فى العالم؟
غيرت الجائحة إيقاع العمل فى مستشفيات مونتريال.. من العسير الحصول على موعد للقاء طبيب قبل شهر على الأقل فى أغلب الأحيان يحصل المريض على موعد قد تنتهى أعراض مرضه قبل الوصول إليه.
ذكرت لى صديقة قريبة أنها سقطت على ذراعها فطلبت موعدا من الطبيب فطلبوا منها أن تجرى أشعة وترسلها بالواتس آب، انتظرت عشرة أيام حتى تجريها فى الطوارئ حينما أرسلتها جاءها الرد بأن لديها شرخا فى عظمة الساعد ووصفوا لها مُسكنا وانتهى الأمر بأن تلقت علاجا على التليفون دون أن يسمح لها أن ترى طبيبا أو حتى ممرضا.
فقط الطوارئ تعمل فى المستشفيات ومهما كانت الحالة على المريض الانتظار لساعات طويلة قبل أن يرى طبيبا حديث التخرج.
صديق آخر كان من المقرر منذ شهور أن يجرى عملية المياه البيضاء فى العين. جاءه الموعد بعد ثمانية عشر شهرا!!
توالت الإجابات تباعا عن عموم أحوال الناس فى مونتريال وكيف يواجهون الأزمة:
< هناك إجراءات عامة تنفذ بحزم من فعل الحكومة الفيدرالية لكن هناك أيضا إجراءات تنفذها الحكومات المحلية، فكل إقليم هنا مكون من حكومات، من أهمها حكومة إقليم كيبك الفرنسى.
< قاربت كندا على الانتهاء من تطعيم كل مواطنيها والآن تفكر فى توفير إثباتات مختلفة للمواطنين تشير إلى أنهم قد تم تطعيمهم بغرض الانتقال من إقليم لآخر داخل كندا ثم إثبات آخر للسفر خارج كندا.
< أصدرت كندا حزمة من القرارات تحاصر الجميع بلا استثناء لدفعهم للتطعيم: مجلس النواب لن يحضر جلساته إلا من تناول اللقاح، دخول السينما والمسرح والمحال التجارية والمطاعم لا يسمح به إلا عند إبراز باسبور التطعيم.
< وقف مقدمى الخدمة الصحية عن العمل إذا رفضوا التطعيم ثم فصلهم من أعمالهم بعد أن بدأت بعض الاعتراضات على تعميم اللقاح للجميع.
< من العادى أن يستوقفك أى إنسان فى الشارع ويشير إلى أنك لا تضع الماسك. الإجراءات الاحترازية تطبق حرفيا فى المكاتب وأماكن العمل فى الشارع، فى الأسانسير حتى اللحظة لم أرصد مخالفة واحدة فى أى مكان دخلته.
< إحصائيات يومية عن حالات الإصابة والوفاة فى كل مقاطعة يعلن عنها بمنتهى الشفافية فى الأخبار وكل الجرائد اليومية.
أتمنى أن تشاركونى الرأى.. هذا حال الكنديين.. وأنتم أدرى بأحوالنا، أقفل الشباك ولا أفتحه؟
رحم الله الأستاذ لطفى الخولى.. وقضيته!