الجندر والعرق
صحافة عربية
آخر تحديث:
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 - 8:20 م
بتوقيت القاهرة
ليست البرامج الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك منهج السياسة الخارجية، وحدها الأمور التى تشكل موضع السجال فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فى الأمر تدخل أمور أخرى بعيدة عن السياسة، لكن السياسة قادرة على توظيف ما هو غير سياسى لصالحها.
قبل فترة، أصبح «ترندًا» إعلاميًا تشكيك المطربة جانيت جاكسون، شقيقة المطرب الراحل مايكل جاكسون، فى كون كامالا هاريس، مرشحة الديمقراطيين، سوداء، ردًا على سؤال وجه إليها عما إذا كانت أمريكا ستشهد قريبًا انتخاب امرأة سوداء لرئاستها، فكان جوابها: «إنها ليست سوداء.. هذا ما سمعته.. إنها هندية».
وما جعل هذا التصريح لافتًا كونه يلتقى مع تشكيك أثاره المرشح الجمهورى دونالد ترامب، حين قال فى مؤتمر صحفى: «لم أكن أعرف أن هاريس سوداء حتى قبل عدة سنوات عندما تحولت إلى اللون الأسود»، مضيفًا: «هل هى هندية أم سوداء؟ لأنها كانت هندية طوال الوقت، ثم فجأة تحولت وأصبحت شخصًا أسود». ومعلوم أن هاريس ولدت لأبوين مهاجرين، أم هندية وأب جامايكى.
ليس السجال حول العرق، انطلاقًا من لون بشرة هاريس، وحده المثار. تقرير جديد يتحدث هذه المرة عن انقسام عميق حول الجندرية، لا بين المرشحين الاثنين وحدهما وإنما فى صفوف القاعدة الانتخابية أيضًا، حيث أظهر أحدث استطلاعات الرأى أن الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، يشهدون انقسامًا متزايدًا وفقًا لجنسهم، حيث تفضل النساء هاريس، بينما يميل الرجال إلى ترامب.
ويرجع المراقبون هذا الفارق إلى الاستراتيجيات المختلفة التى يتبناها المرشحان عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وحسب استطلاعات الرأى، تتصدر هاريس نوايا التصويت لدى النساء من 18 إلى 29 عامًا بفارق 38 نقطة عن ترامب، بينما يهيمن ترامب على نوايا التصويت لدى الرجال من نفس الفئة، بفارق 13 نقطة.
لا يأتى هذا على سبيل المصادفة، وليس مجرد تعبير عن الانحيازات الجندرية العفوية، وإنما نتاج استراتيجية للمرشحين المتنافسين، وفى هذا لا يختلف الأمر كثيرًا عما هى عليه الحال فى المجتمعات التقليدية، ففيما تقدم هاريس نفسها بوصفها مرشحة النساء الجريئات، مظهرة فى حملتها الانتخابية اهتمامًا ملحوظًا بقضايا المرأة، يسعى ترامب إلى استقطاب «تصويت الرجال»، فمنذ بداية حملته، ظهر مع العديد من صانعى المحتوى والمؤثرين على منصة «يوتيوب»، الذين يروجون لثقافة «ذكورية تقليدية»، فيما اتهم جيه دى فانس، نائب ترامب، الديمقراطيين بأنهم مجموعة من «نساء القطط التعيسات»، قائلًا: «إنهم لا يهتمون بشؤون البلاد لأن ليس لديهم أبناء».
حسن مدن
جريدة الخليج الإماراتية