طعام أهل المتوسط
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 22 نوفمبر 2014 - 8:40 ص
بتوقيت القاهرة
أشعر بسعادة حقيقية حينما تتكرر نتائج تجارب علمية غذائية تؤكد دائما أن طعام أهل البحر الأبيض المتوسط وسكان شواطئه ليست فقط لقمة هنية إنما صحية أيضا. تهاوت نظريات غذائية عديدة وانفض الناس عن أنظمة غذائية الهدف الأساسى منها التخلص من الوزن الزائد أو الاحتفاظ بالوزن الصحى بينما ظلت ألوان طعام أهل المتوسط ومكوناته هى الصيغة الغذائية الأمثل للجميع.
حميات غذائية عديدة على قائمة البحث عن وزن صحى: حمية الكربوهيدرات أو البروتين أو عدد السعرات الحرارية كلها فى النهاية لا تؤدى الغرض ومنها ما يؤذى أجهزة الجسم المختلفة أو يضر بالعضلات متسببا فى فشل عمل الكلى.
يبدأ الإعلان عن حمية غذائية جديدة وترتفع الأصوات المروجة لها ويتولى الإعلام ملاحقة الناس بها وفرضها مادة إعلانية ملونة فى كل برامج الصحة والجمال بالطبع. لكن العلم سرعان ما يبدأ فى توجيه سهام انتقاداته ليتهاوى الرأى وتنهار الفكرة.
نشرت الدورية العلمية Postgracluate Medical Journal مقالا افتتاحيا يؤكد أن طعام أهل البحر المتوسط لا يقلل فقط من احتمالات الإصابة بتصلب الشرايين وبالتالى الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية إنما يقاوم أخطار السمنة أيضا ويساعد على الاحتفاظ بوزن صحى. أضافت الدراسة أيضا أن له أثرا قد يفوق أثر الأدوية المخفضة لنسب الكوليسترول فى وقاية الإنسان بعد إصابته بالجلطة. المقصود هى مجموعة Statin التى تستخدم فى العالم الآن بغرض الوقاية من تداعيات أمراض الشرايين ولا تخلو منها تذكرة طبية لمرضى الشرايين.
الفواكه والخضراوات الطازجة، المكسرات وزيت الزيتون، الأسماك ومنتجات الألبان والحبوب الكاملة هى مكونات الطعام اليومى لمن يجاورون البحر الأبيض المتوسط فى السكن ويعيشون بامتداد سواحله تخلو تلك القائمة بالطبع من الأطعمة سابقة التجهيز مثل اللحوم المصنعة بجميع أنواعها والوجبات السريعة بكل أشكالها، وأهمها الهامبورجر وما يتبعه من بطاطس مقلية بالزيوت المشبعة والمهدرجة، ألوان الحلوى المختلفلة التى يدخل فى تركيبها السمن النباتى والمحاليل السكرية المركزة.
حتى الآن لم يعل صوت واحد بانتقاد علمى لطعام أهل المتوسط بل تتوالى الدراسات الجادة لتؤكد أنه الأفضل والأكثر صحية.
يتفوق على كل الحميات الغذائية المعروفة حتى تلك التى يتم فيها الاقتصاد فى تناول السكريات والدهون التى تقتصر على عدد محسوب من السعرات الحرارية.
عزيزى القارئ: إنها دعوة واضحة للعودة للطبيعة دون تعقيدات أمراض المدنية الحديثة التى أصابت حتى ما نأكل فاسمعها وأعمل بها. إذا أضفت إليها بعضا من الحركة النشيطة فزت بأفضل استثمار ممكن لما منّ به الله عليك من صحة.