الإنصاف الصحى
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 23 يناير 2012 - 9:30 ص
بتوقيت القاهرة
نشرت جريدة الأهرام صباح 20/1/2012 خبرا استوقفنى فيه تعبير عبقرى يصف بعضا من أحوالنا ويشى بما نعانيه من ظلم بين يستحق الإنصاف.
«فى إطار مشروع الإنصاف الصحى فى المناطق العشوائية أعلن أمس مكتب الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان نتائج الدراسة الأولية لسكان جزيرة الوراق بالجيزة وعلاقة ذلك بالمعايير الاجتماعية والاقتصادية» قدمت المنظمة دعما ماليا بدأ بخمسة عشر ألفا من الجنيهات وانتهى إلى 52 ألفا! يا بلاش!
«مشروع الإنصاف الصحى فى جزيرة الوراق كنموذج للعديد من المناطق المحرومة التى تفتقد للخدمات ويعانى سكانها من تدهور الأوضاع البيئية والصحية». وفقا لتصريحات الصحة العالمية ووزارة الصحة فهل ينطبق هذا على جزيرة الوراق ولا ينطبق على حى المهندسين مثلا؟
لقد وعد السيد محافظ الجيزة بإعادة إعمار والقيام بكل أعمال نظافة الوراق بل وجعلها من أولوياته قبل مهامه فى محافظة الجيزة. بينما تعهد السيد وكيل وزارة الصحة بنقل أى طبيب أو موظف يرغب فى العمل فى مستشفى الوراق بعد أن تم اعتماد مليونى جنيه لتجهيز المستشفى.
أنا لا أحسد سكان جزيرة الوراق على ما ألم بهم أخيرا من «إنصاف» ولا أتساءل حتى لماذا الوراق ولكنى فى الواقع أطالب بالإنصاف الصحى لبر مصر بالكامل. المقارنة هنا غير واردة بين مكان وآخر فالصعيد يعانى من ظروف بيئية قاسية لا مياه نقية ولا صرف صحى بينما الأمر يتكرر عند بناء كل تلك المشروعات الإسكانية الفاخرة على الطريق الصحراوى كلها تستهلك مياه الآبار الجوفية وتلوثها بمشروعات صرف تعتمد على ما يسمى بالبيارات أو الترنشات. أما أكوام القمامة فى الشوارع فحدث ولا حرج.
قضية صحة عامة أساسية أراها أهم وأخطر من قضايا كثيرة حشدنا لها المليونيات وقطعنا من أجلها الطرق وعطلنا المواصلات. قضية لا تثير اهتمام أصحاب الفضائيات ونجوم برامج السفسطة ومشاهير العمل العام.
التلوث فى مصر أصبح قضية فساد معقدة تحتاج لحل يصوغه عبقرى كذلك الذى ابتدع تعبير الإنصاف الصحى فى المناطق العشوائية.