ضوابط عودة الدورى
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 23 فبراير 2015 - 5:00 م
بتوقيت القاهرة
• كل نشاط إنسانى فى مصر يجب أن يستمر على الرغم من تلك الحرب ضد الإرهاب، وهى ليست حربا فى مواجهة جيوش، ولكنها فى مواجهة الخسة.. ولن أبرر أهمية عودة الدورى بأنه نشاط يعمل به خمسة ملايين شخص، ويدر مليارات الجنيهات، فهذا غير صحيح قطعا، ولن أكرر مايردده العاطلون، بأن الذين يطالبون بعودة كرة القدم يفعلون ذلك من أجل السبوبة، وهو تفسير منحط، فلماذا لايردده هؤلاء عندما يطالب جميع العاملين بالسياحة بعودة السياحة. ولماذا لاتعتبرون العمال الذين يطالبون بدوران الآلات والعمل بأنهم يفعلون ذلك من أجل السبوبة؟ ثم يا أخى إنت وهو، ياريت كل إنسان فى مصر يسعى لاستمرار عمله.. فكفى ما أصابنا وماأصاب بلدنا من التنابلة..؟
• كرة القدم يجب أن تعود لأنها نشاط رياضى، وطبيعى، ولأنها أيضا نشاط اقتصادى. وإذا كنا سوف ننتظر انتهاء المحاكمات ، فإننا يجب أن ننتظر انتهاء سلامة خطوط سير القطارات، وسلامة وتحصين المنشآت ضد الحرائق التى يشعلها الخونة، فكل مخرب فى البلد خائن. إذن هل ننتظر ونستسلم لمايريده المخربون أم نعمل ونحارب التخريب ونضع الضوابط التى تمنع تكرار هذا التخريب؟
• إن الفارق بين ماجرى فى بورسعيد فى مباراة الأهلى المصرى، وبين ماجرى فى مباراة الزمالك وإنبى، أن الأول كان استغلالا لحالة احتقان، وهو أرض خصبة للخسة والفوضى والانتهاك، وأرض خصبة أيضا لزراعة الموت، فى سلوك جماعى مجنون، وكان هذا الاستغلال للاحتقان مؤامرة.. وماجرى فى مباراة الزمالك وإنبى كان حادثا، اجتمع فيه سوء التنظيم وسوء تقدير الموقف، وسوء المعالجة الأمنية بجانب هجوم جماهيرى رغبة فى حضور المباراة، وكذلك اقتحام جماهيرى متعمد رغبة فى إفساد المباراة.. ووفقا لما نشر بشأن التحقيقات، فإنه لو ثبت بالفعل أن هناك من تلقى أموالا من أجل ترتيب الاقتحام، فإن ذلك يستحق الاتهام بالقتل.. ؟
• أهم الضوابط أن ُيمنع الحضور الجماهيرى فى الوقت الراهن ولو طال هذا الوقت، وأن تُفتح الأبواب مستقبلا للجماهير الحقيقية التى تذهب إلى الملاعب للترويح والاستمتاع ، فلاتتحول مشاهدة مباراة إلى مسيرة من الذل والهوان والإهانة.. والأسر. فجمهورنا يقع فى الأسر حين يدخل ملعبا، ويخرج من الملعب بقدر معاناة طائر أسير فى قفص، فيشعر المشجع بالبهجة التى تساوى فرحة الطائر بالتحليق..
• السيد رئيس الوزراء والسادة الوزراء المعنيون بهذا الأمر.. كيف ولماذا يدخل مائة ألف مشجع من ثقب إبرة؟ وكيف يخرجون من نفس الثقب؟ إن أهم الضوابط التى تمنع الكوارث أن يكون للملاعب عشرات الأبواب والمنافذ.. وأن تبدأ المعالجات الأمنية بمسافات وبدوائر مسبقة تحيط بالاستاد فلايقترب من الدائرة الأخيرة سوى من يحمل تذكرة.
ثم يظل دور الأمن خارج نطاق الاستاد، وتتم الاستعانة بشركات أمن مدنية داخل الملاعب، لإيقاف تلك المواجهة المباشرة بين الشرطة وبين الجماهير.. كذلك هناك إجراءات بديهية سبق ونادينا بها، وهانحن ننادى مرة أخرى، كأننا فى حفلة مناجاة.. مطلوب بوابات إليكترونية، وبوابات كشف مفرقعات، فالإرهاب الخسيس يجد فى التجمعات أرضا خصبة بالتأكيد كى يعمل.. ولن نستسلم.. ولايجب أن نستسلم؟