من أسباب هزيمة المعارضة عدم الحديث عن مشكلة استمرار الاحتلال
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الإثنين 23 مارس 2015 - 10:15 ص
بتوقيت القاهرة
ثمة أسباب كثيرة لفشل المعسكر الصهيونى فى الحلول محل حكومة نتنياهو، لكن أكثرها تأثيرا مواصلة حزب العمل منذ عدة سنوات ممارسة سياسة النعامة القائمة على التهرب من الموضوع السياسى، وبصورة خاصة من المسألة الأساسية، أى استمرار الاحتلال. لقد انتهجت شيلى يحيموفيتش هذه السياسة فى المعركة الانتخابية سنة 2013 وانتهت بفشلها، كما واصل يتسحاق هيرتسوغ هذه السياسة فى الانتخابات الحالية وفشل هو أيضا.
فى الماضى فاز معسكر اليسار فى الانتخابات تحديدا لأنه تجرأ على تقديم خطة. ففى انتخابات 1992 تعهد يتسحاق رابين بتنفيذ خطة الحكم الذاتى [للمناطق المحتلة] خلال فترة تراوح بين ستة أشهر وتسعة أشهر. وفى 1999 وعد إيهود باراك بالانسحاب من لبنان خلال سنة. والاثنان فازا فى الانتخابات. وحتى إيهود أولمرت طرح فى انتخابات 2006 خطة الانطواء وفاز فى الانتخابات.
ماذا اقترح معسكر اليسار هذه المرة؟ باستثناء شعارات مثل «غلاء المعيشة» و«إضافة مساعدة ثالثة فى مدارس الروضة» دعم التعليم، لم يقدم المعكسر الصهيونى أى خطة سياسية حقيقية. إن خطابا أجوف عن استئناف المفاوضات السياسية والتعهد بوقف البناء خارج الكتل الاستيطانية لا يشكل خطة لإنهاء الاحتلال.
وفى وقت نزع نتنياهو فيه جميع الأقنعة وأظهر حقيقته اليمينية ــ القومية دون أى تزييف، تخوف هيرتسوغ من القيام بأى خطوة يمكن أن تكون موضع خلاف. وكانت النتيجة أن المعسكر الصهيونى لم يقترح على ناخبيه شيئا على الصعيد السياسى.
يكمن وراء هذا السلوك الانهزامى الافتقار إلى الشجاعة. من المحتمل ألا يكسب تقديم خطة بعيدة المدى فى البداية سوى دعم أقلية من الناخبين، لكن لا بديل من قول الحقيقة لهم، الحقيقة الكاملة. كما ان التهرب من المشكلة المصيرية التى تقف على أعتاب الدولة، أى استمرار الاحتلال الذى بعد عامين سيمرّ نصف قرن على ترسيخه من جانب حكومات حزب العمل، لا يشكل خيارا لأى حزب. وبالتأكيد ليس خيارا للحزب الذى يطمح إلى أن يكون البديل.
لا يجوز تجاهل استمرار الاحتلال، فهو مرتبط ارتباطا وثيقا بمشكلات مهمة أخرى، بدءا من وضع دولة إسرائيل الدولى والأمنى، مرورا بصورتها الأخلاقية، وصولا إلى وضعها الاقتصادى.
لقد اختار هيرتسوغ وليفنى طمس مسألة الاحتلال، ولا أحد يعرف موقفهما من هذا الموضوع، ولم يقدما بديلا حقيقيا، والناخب ردّ عليهما بما يستحقانه.
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية