القوات الدولية تعود إلى الجولان السورى
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الأربعاء 23 مارس 2016 - 10:20 م
بتوقيت القاهرة
بعد سنة ونصف السنة من الخروج السريع لجنود الأمم المتحدة من هضبة الجولان السورية، تستعد قوة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة فصل القوات فى الجولان للانتشار مجددا فى الجانب السورى للحدود مع إسرائيل.
وتوجد مصلحة كبيرة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية فى عودة عناصر الأندوف إلى الحدود السورية، وذلك فى إطار الجهود الرامية إلى إيجاد عنوان ما يمكن التوجه إليه وسط الفوضى السائدة فى الجانب السورى من الحدود.
فى إسرائيل لا يتوقعون أن تتدخل قوات الأمم المتحدة بصورة فاعلة إذا انزلق القتال من سوريا نحونا، لكن مجرد وجود الأمم المتحدة على الأرض يوفر، فى نظر إسرائيل، ضمانة دولية معينة لمنع وقوع أعمال عدائية ضدنا. وتقوم فرضية العمل على أنه فى حال وجود قوات دولية فى المكان لا يستطيع مجلس الأمن تجاهل أعمال عدائية ضد هذه القوات وضد إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، فمنذ انسحاب الجيش السورى من الجولان لم يعد هناك فعليا حدود لإسرائيل مع سورية لأن هذه الدولة تفككت.
وعودة القوات الدولية إلى المنطقة من شأنها أن تغرس وتدا استعدادا للاحتمالات المستقبلية لتسويات جديدة على طول الحدود فى الجولان.
تجدر الإشارة إلى أنه فى لقاء الأسبوع الماضى نقل الرئيس رؤوفين ريفلين رسالة إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مفادها أن إسرائيل معنية بعودة مراقبى الأمم المتحدة إلى حدودها الشمالية كجزء من وقف إطلاق النار فى سوريا.
وطالب ريفلين بأن تدعم روسيا هذه الخطوة، وقيل إن الرئيس الروسى أبدى توجها إيجابيا حيال الموضوع.
عمليا بدأت مغادرة عناصر الأندوف سورية فى أواسط سنة 2013 عندما أخرجت النمسا جنودها البالغ عددهم 380 جنديا (من مجموع نحو 900 جندى فى الأندوف) من الجولان خوفا على حياتهم. وفى سنة 2014 وقعت ثلاث حوادث خطف وهجوم على معسكرات جنود الأندوف فى الجولان، وفى أعقاب ذلك تقرر فى سبتمبر من تلك السنة انسحاب شامل لمجموع قوة الأندوف من هضبة الجولان السورية إلى معسكرات ومواقع داخل أراضى إسرائيل.
وبعد مرور بضعة أشهر أخلت قوة الأندوف أيضا مركز قيادتها الأساسى فى دمشق.
ومنذ ذلك الحين ينتشر عناصر الأندوف فى الجانب الإسرائيلى من الجولان، ويقدمون تقاريرهم إلى مجلس الأمن بما يتعلق بتحركات قوات الجيش الإسرائيلى والطائرات الإسرائيلية على طول الحدود مع سوريا.
وهكذا، بينما يقدم جنود الأندوف تقارير تتعلق بخرق اتفاق فصل القوات من قبل الجانب الإسرائيلى، تسيطر فى الجانب السورى من الحدود قوات من المتمردين ليس لديها أى التزام تجاه الاتفاقات التى وقعتها إسرائيل مع سوريا فى الجولان، ومن ضمن هذه القوات تنظيمات أصولية مثل «جبهة النصرة» وداعش اللتين تسيطران على الجزء الأكبر من المنطقة.
طوال تلك الفترة ضغطت إسرائيل على الأمم المتحدة من أجل إعادة نشر قواتها فى هضبة الجولان السورية. وفى 2013 أبدى الروس استعدادهم لإرسال جنودهم ليحلوا محل القوة النمساوية التى غادرت، لكن إسرائيل وخصوصا مجلس الأمن فى الأمم المتحدة لم يتحمسا لفكرة دخول قوات روسية إلى سوريا من الباب الخلفى.
فى فبراير 2015 التقى سفير إسرائيل فى الأمم المتحدة رون بروشاور قائد قوة الأندوف العميد بورنا تشاندرا ثابا من الفلبين وطلب منه العودة إلى الجانب السورى بدلا من البقاء على السياج فى الجانب الإسرائيلى، لكن لم يستجب لطلبه.
ويأتى قرار الأمم المتحدة الحالى لإعادة الانتشار فى هضبة الجولان السورية لينضم إلى عملية وقف إطلاق النار التى أعلنت كجزء من الترتيبات السياسية التى تجرى بلورتها فى جنيف.
يديعوت أحرونوت
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية