تعلم كرة القدم على الطريقة الألمانية؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 23 أبريل 2015 - 9:20 ص
بتوقيت القاهرة
•• خلال 40 دقيقة سجل بايرن ميونيخ خمسة أهداف فى مرمى بورتو، وانتهت المباراة بفوز الألمان 6/1. ووصفت وكالة الأنباء الفرنسية هذا الفوز بأنه «معجزة ميونيخ».. وذلك من وحى معجزة بايرن الشهيرة فى تاريخ كأس العالم حين فازت ألمانيا على المجر 3/2 وأحرزت اللقب عام 1954، وكان منتخب المجر فى النصف الأول من الخمسينيات، يضم العمالقة بوشكاش وهيديكوتىو بوجيك وكوتشيش وجروشيش، وتسيبورا وكانت التوقعات كلها تؤكد أن المجر ستفوز بالكأس، فقد فازت ببطولة كرة القدم فى الألعاب الأوليمبية بهلسنكى 1952، وخلال السنوات الأربع التى سبقت كأس العالم فاز المجريون بـ 28 مباراة دولية، ولم يتعرضوا لهزيمة مرة، كما فجروا كبرى مفاجآت العصر عندما هزموا الانجليز مرتين، الأولى فى 25 موفمبر 1953، وفازت المجر 6/3 فى ويمبلى، فكانت أول هزيمة للانجليز على أرضهم والثانية فى بودابست يوم 23 مايو 1954، وفازت المجر 7/1 وهى أقسى هزيمة للكرة الانجليزية.. وفى تلك الفترة النصف الأول من الخمسينيات انتشر كتاب فى إنجلترا عنوانه: «تعلم كرة القدم حسب الطريقة المجرية».
•• انقسم جمهور الكرة المصرية بين مباراتى بايرن وبورتو، وبرشلونة وباريس سان جرمان. فالفريق الإسبانى له الكثير من الأنصار فى مصر. ولكن كان بايرن ميوينخ يخوض اختبارا صعبا وهو ما كان مغريا لمتابعة المباراة التى قدم فيها لاعبو بايرن درسا فى تعلم كرة القدم حسب الطريقة الألمانية. فقام جوارديولا بتغيير تكوين الفريق إلى 4/4/2. مع اللعب بجد. والضغط المتقدم. والسرعة مع الإستحواذ. وتغيير الإيقاع لدرجة الإبطاء. وتمزيق دفاع بورتو بزيادة عرض الملعب فى الجناحين بواسطة أربعة لاعبين بالدرجة الأولى وهم رافينا وفيليب لام فى اليمين، وبيرنات وجوتزة فى اليسار، دون إغفال أدوار باقى اللاعبين.
•• لقد تعاقد بايرن ميونيخ مع جوارديولا من أجل ذلك. من أجل أن يمتزج الفوز بالمتعة وبالكرة الجميلة.. ومن أجل هذا الأسلوب الفريد الذى يجمع بين امتلاك وتنويع هذا الامتلاك، فيكون عرضيا فى أحيان وسريعا وطوليا فى العمق فى أحيان أخرى. ومن أجل أن تخرج شعبية بايرن ميونيخ من حدود مقاطعة بافاريا، وينطلق إقليميا وعالميا.. وتلك هى الأهداف الجديدة فى عالم الصناعة، وقد نشرت صحيفة الديلى ميل الإنجليزية تقريرا على موقعها عن توزيع شعبية الأندية البريطانية، فجاء فيها أن ليفربول الأول فى إنجلترا، وأن أرسنال وتشيلسى يتقاسمان أوروبا، بينما يتفوق مانشستر يونايتد فى آسيا.. والألمان يبحثون عن ذلك أيضا؟.
••ليست تلك مجرد مباراة. لكنها شخصية مجتمع. يلعب كأنه يعمل.. ويعمل كأنه يحارب. يلعب بإرادة وتصميم وجد وأمل وبقدرات على فعل ذلك استنادا على أساليب تدريب علمية وطبية
وعندما كان الفريق الألمانى متقدما بأربعة أهداف كنت أشعر أنه يبحث عن هدفه الأول. بينما يسجل فريقنا هدفا، فتراه كأنه سجل أربعة أهداف.. كان بايرن يلعب بمنتهى الجدية.. ولعب بورتو وهو مهزوم بستة أهداف بلا يأس، وبلا انهيار. بلا تعمد إيذاء للخصوم باللعب على السيقان والركب والأضلاع.. وانتهت المباراة بفرحة وبهجة جماهير بايرن، وبروح رياضية بين لاعبى الفريقين، ولم يفرغ لاعبو باريس سان جرمان إهانة الهزيمة بضرب الحكم كأنه هو المسئول عن المصيبة التى أصابتهم..؟!
•• الصبر يارب.. ؟!