ظاهرة: لايوجد اتفاق!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 23 مايو 2010 - 10:08 ص
بتوقيت القاهرة
أخطأ شوبير حين جرى خلف السبق، دون التأكد من صحة الخبر أو القصة التى رويت له. وفى الإعلام بصفة عامة، يجب تحرى الدقة إلى أبعد الحدود، والتعامل مع الأخبار المهمة بكياسة وبسياسة. خاصة أن صفحة فى جريدة أو كلمة أمام ميكروفون لها وزن يساوى وزن مليون صفحة إنترنت. ومليون كلمة فى تعليق إلكترونى على مقال.
وبمناسبة التعليقات..
فإنى، لأسباب كثيرة جدا، لا أتناول موضوع مصر والجزائر، إلا فى أضيق الحدود، وما طالبت به منذ ستة أشهر لم ينصت إليه أحد، ولن ينصت أحد، وكان مطلبى فتح تحقيق عربى دقيق، حول الأداء الصحفى والإعلامى فى مصر والجزائر من قبل بدء مباراة 14 نوفمبر.. خاصة أنى ولأول مرة منذ منتصف القرن العشرين أرى صحفا فى دولة عربية (الجزائر أولا) تتعامل فى خلاف عربى بلاسقف وبلاحدود، وتتجاوز بصورة مذهلة.. ونتيجة لهذا التجاوز كان الرد بتجاوز مثله. وهى كارثة عربية مخجلة لن يفلت منها ومن حساب التاريخ هذا الجيل!
أمر غريب جدا.. قلت إن الاعتداء على أتوبيس الفريق الجزائرى كان خطأ، وإننا نستحق العقاب، ومن حقى، أن أطالب بإجراءات مصرية مماثلة إذا ماحدث أى اعتداء على أى فريق مصرى فى الجزائر أو فى أى دولة عربية أو فى غيرها.. ماذا يغضب فى ذلك؟.. أمر غريب جدا.. وسوف أسكت وأصمت الآن.. من باب السياسة والكياسة والمسئولية.. ولكن الست أم كلثوم، كما تعلمون قالت: للصبر حدود!
سؤال أخير: هل تعبر تعليقات القراء ( أحيانا مائة على مقال واحد ) عن ملايين المصريين والجزائريين.. هل من المعقول أن يصل سوء الفهم.. إلى هذا الحد..؟!
كان رد فعل مجلس إدارة اتحاد الكرة سريعا، وحاسما إزاء اتهامات أحمد شوبير، وكذلك كان رد فعل اتحاد الإذاعة والتليفزيون.. وفى جميع الأحوال نحن منذ زمن نحلم بردود الفعل السريعة والحاسمة فى قضايا مختلفة بدلا من سياسة: «إنهم يقولون.. دعهم يقولون». إلا أننى وجدت الدفة تتحرك نحو اتجاه اليأس سريعا، حينما قرر اتحاد الكرة فسخ الاتفاق الشفهى أو مايسمى بتعاقده مع قناة O.TV بشأن نقل مباريات كأس مصر.. هكذا بمنتهى السهولة، ولأن هناك خلافا وقع بين لاعب بالقناة وهو شوبير، وبين اتحاد الكرة، تقرر عقاب كل الفريق، وإلغاء المباراة..
هذا القرار يرسخ ظاهرة فى المجتمع :لايوجد نظام.. لايوجد التزام.. لايوجد اتفاق. لايوجد عقد.. لاتوجد كلمة.. لايوجد ورق.. وإن وجد.. «بله واشرب ميته».. يعنى بالعربية الفصحى: «ضعه فى كوب به شربة ماء ثم انتظر برهة حتى يذوب فى هذا الماء.. ثم تناول الكوب واحتسيه بالهناء والشفاء» (نعتذر لطول الترجمة) ؟!