الرضا والامتنان لعلاج قصور عضلة القلب
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 23 مايو 2015 - 8:20 ص
بتوقيت القاهرة
يحدث لمن اعتاد متابعة الدوريات العلمية والمنشور من الأبحاث ونتائج الدراسات الطبية أن يتمهل قليلا أمام الدراسات التى تخرج عن نطاق العلم للعلم فتتجاوزه إلى العلم الذى يعكس سلوكا إنسانيا أو يمس النفس البشرية. صادفتنى دراسة علمية فى دورية مرموقة لها طابع خاص: الروحانيات فى ممارسة الطب الإكلينيكية Spirituatity In Clinical Practice.
سجل فريق للبحث العلمى من جامعة كاليفورنيا ــ سان دييجو الأمريكية نتائج دراسة مهمة عن مشاعر الشكر والإحساس بالرضا والامتنان وكيف أن لها أثرا إيجابيا ملموسا على تطور حالتهم الصحية Heart Jailure ــ Thankfulneso.
اعتمدت الدراسة على عمليات تقييم نفسية واختبارات ذهنية لمئتين من مرضى هبوط القلب الذى فيه تتعدد الأسباب المؤدية لأن تفشل عضلة القلب فى أداء وظيفتها الأساسية فى استقبال الدم وإعادة ضخه فى الشريان الأورطى ليصل إلى كل أعضاء وأنسجة الجسم غير الدورة الدموية فى شبكة فريدة التصميم من الشرايين والأوردة.
ركزت الدراسة على مدى إحساس كل مريض بالرضا رغم مرضه والامتنان وتمتعه بروح معنوية مرتفعة ورغبة فى الشفاء والإقبال على الحياة والتمسك بها. رغم أن الدراسة لم تبن أساسا على تلك الظواهر النفسية إلا أنها صممت خصيصا عند تكرار ملاحظة الأطباء أن هناك ثمة علاقة واضحة بين مستوى الشعور بالرضا والشكر وبين مؤشرات تدهور الحالة الصحية لهم.
طلب الأطباء من مرضاهم الاحتفاظ بمفكرة صغيرة يدونون فيها بانتظام مظاهر إحساسهم بالرضا والشكر وفقا لتفاصيل حياتهم اليومية.
«مفكرة الامتنان» يعرفها جيدا أطباء علم النفس فهى أحدى الأدوات التى يلجأ إليها الطبيب النفسى ليعاون مريضه على استعادة الثقة بالنفس والرغبة فى الحياة ومشاركة الآخرين تجاربهم الحياتية.
التأمل فى نعمة الشكر وتقدير ما منحنا الله سبحانه من نعم. الذكريات الجميلة التى تجمع الإنسان بأصدقائه، مشاعر الحب للآخرين، تضحيات الأصدقاء، المحطات المختلفة فى حياة الإنسان الناجحة، هواياته ومدى استمتاعه بها: كلها مظاهر للامتنان وتقدير لنعمة الرغبة فى الشكر.
استمر الجميع فى تدوين ملاحظاتهم على مر ثمانية أسابيع تم بعدها تقييم حالتهم الصحية وفقا للمعايير العلمية. رصد الباحثون أن حالات من تحلوا بمؤشرات عالية متفائلة من مشاعر الرضا والامتنان والشكر إنما كانوا أفضل حالا بصورة ملموسة. كانوا أفضل فى طريقة نومهم ورصدت تحاليل الدم لديهم انخفاض مستوى التفاعلات الالتهابية وهو أمر مهم فى تطور هبوط القلب أيضا كانت احتمالات إصابتهم بتفاوت معدل نبض القلب أقل العرض الذى معه تتزايد احتمالات الوفاة.
عزيزى القارئ: لا أظننا بحاجة لهبوط القلب حتى ندرك أهمية تلك المذكرة التى تحيى فى النفس الرغبة فى الشكر ومشاعر الامتنان إذا هى أحيت فى القلب العليل مؤشرات الصحة فهل تجدى مع القلب المثقل فى تلك الأيام العسر؟ تجربة إن لم تنفع فلن تضر!