«إيقاف المباراة.. إعادة إيقاف المباراة.. إلغاء المباراة»
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 23 مايو 2023 - 7:55 م
بتوقيت القاهرة
** تهدد الهتافات العنصرية الكرة الإيطالية، ويعانى نجوم كرة القدم أصحاب البشرة السمراء من عنصرية بغيضة منتشرة فى ملاعب الكرة الأوروبية، وآخرها ماجرى مع جونيور فينيسوس نجم ريال مدريد فى مباراة فريقه أمام فالنسيا فى الدورى الإسبانى، وكاد فينيسوس أن يشتبك مع الجمهور فى استاد ميستايا، بعد أن هتف جمهور فالنسيا «مونو»، التى تعنى قرد بالإسبانية، وترتب على هذا الهتاف مطالبة الحكم بإيقاف تلك الإساءات.
** تكررت تلك الهتافات فى ملاعب إسبانيا وغيرها من الملاعب الأوروبية فى إحياء للعنصرية والفاشية والنازية وكل الصيحات القديمة فى السياسة والمجتمعات. وهى ليست المرة الأولى التى يتعرض فيها نجم ريال مدريد لمثل تلك الإساءات وتلقى فينيسوس رسالة دعم فورية من الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قال فيها: «أود التعبير عن تضامنى مع لاعبنا البرازيلى، إنه صبى فقير نجح فى حياته وأصبح من أفضل لاعبى العالم، ويتعرض لهجوم بغيض فى كل استاد يلعب فيه لا يمكن السماح للفاشية والعنصرية بالهيمنة على استادات كرة القدم»
** «هذا جنون» هكذا علق جيانى إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم أنه لا مكان للعنصرية والتمييز فى الملاعب. والواقع أن مثل تلك الهتافات البغيضة يجب على الفيفا اتخاذ إجراءات صارمة نحوها، فكلما زادت الفوضى وعلا صوتها لابد من القانون والعقاب. ويبدو أن ذلك سوف يكون الاتجاه، بعد انتشار الظاهرة التى تصيب الإنسانية فى مقتل. حيث طالب رئيس الاتحاد الدولى باتخاذ تلك الإجراءات: «إيقاف المباراة، إعادة إيقاف المباراة، إلغاء المباراة». وبالتالى سوف يخسر صاحب الملعب وصاحب الجمهور ثلاث نقاط. مما يؤثر على موقفه، فى المسابقة المحلية، فلماذا يمكن مثلا اتخاذ قرار بخصم 10 نقاط من فريق مثل يوفنتوس لأسباب مالية تتعلق بالصفقات التى أبرمها بينما يقف العالم متفرجا أمام الهتافات العنصرية.. لماذا؟
** فى تاريخ البشرية كان العقاب الرادع هو الحل فى مواجهة الجريمة، والعنصرية جريمة، وكل إيذاء لإنسان هو جريمة، وصحيح هناك وجهات نظر تقليدية تقول إن الحل يبدأ من التعليم والمدارس ووعى الأسرة، لكن هذا الحل يكون ثانويا فى أيام الفوضى والبلطجة وقلة الأدب ولغة الشياطين، وترك هؤلاء العنصريين دون عقاب السيف، يجعل مثل تلك الظواهر تنتشر مثل النار فى الهشيم، وتصبح بهجة الرياضة مهددة فى الصميم..
** هذا رئيس الفيفا يتحدث عن الجريمة وعن العقاب، وهو يقول حتمية تطبيق آلية الخسارة التلقائية للفريق الذى قامت جماهيره بالتمييز العنصرى الذى تسبب بإلغاء المباراة، وكذلك منع المشجعين العنصريين من دخول الملعب (بغض النظر ما إذا قاموا بذلك فى الملعب أو على الإنترنت). فلا مكان للعنصريين فى أى ملعب فى أى مكان حول العالم، وأضاف: «العقاب يجب أن يتضمن أيضا رفع دعاوى قضائية ضد العنصريين بما أن العنصريّة هى جريمة ويجب إدانة العنصريين جنائيا. نعم يجب إدانة العنصريين، والمسيئين، فكل جريمة تستوجب الحساب الجنائى والعقاب، فكيف تقع جريمة ولا يكون هناك عقاب؟! كيف يسمح بمثل هذا السلوك البغيض فى ساحات الرياضة وفى ملاعب كرة القدم؟ كيف تقتلون البهجة والمتعة والسعادة والروح الرياضية دون حساب أو عقاب؟!