اختزل.. المقالة تطلع أحلى «1ـــ 2»
عمرو حمزاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 23 يوليه 2014 - 9:20 ص
بتوقيت القاهرة
غزة تدفع إلى الموت بسبب حماس وفصائل فلسطينية أخرى تريد حالة الحرب المستمرة مع إسرائيل ولا تعتبر بأعداد الضحايا والمصابين من الأطفال والنساء والرجال ولا بالتدمير الشامل للقطاع ــ مقولة مختزلة أولى تتناقلها فى مصر مقالات رأى كثيرة فى الصحافة التقليدية وعلى شبكات التواصل الاجتماعى. وفى مواجهتها, تثبت تقارير الأمم المتحدة (وليس جامعة الدول العربية) أن أهل غزة تركوا للموت البطىء منذ حوصروا ولم تحرك الجماعة الدولية ولم يحرك العالم العربى ساكنا لإنهاء الحصار الظالم. فى مواجهتها، تشير بعض الكتابات الموضوعية فى الصحف العربية والغربية (بل والإسرائيلية) إلى أن استفزازات حكومة بنيامين نتيناهو فى القدس والضفة الغربية وإعادة اعتقال الكثير من الفلسطينيين الذين أفرج عنهم فى صفقة جلعاد شاليط سبقت العدوان الحالى وأن حماس نفت مسئوليتها عن قتل المستوطنين الثلاثة الذى اتخذ ذريعة للعدوان (وقتل المستوطنين مدان، إلا أن الاستيطان الإسرائيلى فى القدس والضفة الغربية هو الجريمة الكبرى التى لن تسقط بالتقادم ولن تكتسب أبدا صفة الوجود الطبيعى). فى مواجهتها، توثق التغطية الصحفية الموضوعية أن العدوان الإسرائيلى يرتكب جرائم إبادة ويقصف على نحو ممنهج المبانى السكنية والمدارس والمستشفيات ويوقع الكثير من الضحايا والمصابين المدنيين من الأطفال والنساء والرجال.
غزة تدفع إلى الموت بسبب قيادات حماس والفصائل الأخرى التى تسكن فنادق قطر، وتورط وهى فى مأمن وعن بعد الشعب الفلسطينى فى مواجهات عسكرية خاسرة وتضحى بالأطفال والنساء والرجال فى سبيل البقاء السياسى وتنفيذ أجندات إقليمية مشبوهة ــ مقولة مختزلة ثانية تتناقل بكثافة فى صفحات الرأى المصرية. فى مواجهتها، تسجل حوليات القرن العشرين وتشهد ذاكرة الأجيال التى عاصرت كل أو بعض الأحداث التى تلت نكبة ١٩٤٨ أما قبل حماس والجهاد الإسلامى كان هناك فتح وفصائل يسارية ومنظمة التحرير وأن قبل فتح واليسار والمنظمة كان هناك حركات أخرى فى الداخل والخارج وأن تعاقب مقاومة إسرائيل والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى بأدوات مختلفة لم يتوقف أبدا وأن الالتزام بالهوية الفلسطينية لم يندثر عبر الأجيال العديدة ورغم مآسى التهجير والتشريد واللجوء هربا من الاحتلال والاستيطان الإسرائيلى.
. فى مواجهتها، ينبغى الإشارة إلى أن العدوان الإسرائيلى على غزة له بالفعل كلفة بشرية ومادية باهظة (حتى لحظة كتابة هذه الأسطر أكثر من ٥٠٠ شهيد وما يقرب من ٤٠٠٠ مصاب)، إلا أن السبب المباشر لذلك هو جرائم الإبادة الإسرائيلية واستباحتها المتكررة لغزة وسط صمت عالمى وعربى وانعدام بدائل حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى مع استمرار الحصار خلال السنوات الماضية وتوالى الاستفزازات الإسرائيلية على نحو جعلهم بين خيار الموت البطىء حصارا أو الموت السريع حربا ودفاعا عن النفس. فى مواجهتها، يتعين فهم أن «المواجهات العسكرية الخاسرة» التى تخوضها حماس والفصائل الفلسطينية ترفع كلفة العدوان على إسرائيل وآلة قتلها الجبارة على نحو يومى وقد تنتج أفقا سياسيا/ تفاوضيا/ عسكريا مغايرا لثنائية استمرار الحصار ــ الاستباحة العسكرية المتكررة لغزة. كل هذا بعيدا عن عبارة «قيادات حماس فى فنادق قطر» ألتى تغفل كونهم طردوا من وطنهم ومن بلاد أخرى فى جواره المباشر، وبعيدا عن الأجندات الإقليمية المشبوهة التى تستطيع مصر مواجهتها فى الشأن الفلسطينى بإجراءات متنوعة من بينها فتح معبر رفح بمراقبة مصرية كاملة وبسيادة مصرية خالصة.
وبالغد أُتابع